كل ما تحتاج معرفته عن الجدرى: الأعراض وفترة الحضانة وطرق التشخيص
يعد مرض الجدرى أحد الأمراض الفيروسية المعدية التي أثرت على البشر منذ قرون، وقد تم القضاء عليه بفضل برامج التطعيم العالمية في القرن العشرين، لكنه لا يزال يمثل نقطة هامة في تاريخ الطب.
وفي هذا المقال يتناول "القارئ نيوز" كل ما تحتاج معرفته عن الجدرى، بما في ذلك الأعراض، فترة الحضانة، وطرق التشخيص.
ما هو الجدرى؟
الجدرى هو مرض معدٍ ناتج عن فيروس الجدرى (Variola virus) الذي ينتمي إلى عائلة الفيروسات الجديرية، كان الجدرى يُصنف من بين أخطر الأمراض الفيروسية، حيث كانت معدلات الوفاة عالية جداً في الأشخاص غير المطعمين، ينتقل الفيروس من شخص لآخر من خلال الرذاذ التنفسي أو من خلال ملامسة الجلد المصاب، وفي العصور القديمة كان الجدرى يشكل تهديدًا حقيقيًا للصحة العامة ويُصنف كواحد من الأمراض المدمرة في العالم.
ومع تطور الطب واللقاحات، تم القضاء على مرض الجدرى في جميع أنحاء العالم في عام 1980 من خلال برامج التطعيم المكثفة، ليكون أول مرض يتم القضاء عليه بشكل نهائي بفضل لقاح فعال.
أعراض مرض الجدرى
تبدأ أعراض الجدرى عادةً بعد فترة حضانة تتراوح بين 7 إلى 17 يومًا من التعرض للفيروس، وهي الفترة التي يتكاثر فيها الفيروس في الجسم قبل أن تبدأ الأعراض في الظهور، فيما يلي بعض الأعراض الشائعة التي قد تظهر في مرحلة مبكرة:
1.الحمى: يبدأ مرض الجدرى في الغالب بحمى شديدة، تتراوح درجة الحرارة بين 38 إلى 40 درجة مئوية، قد يكون المريض مصابًا أيضًا بالقشعريرة والتعرق الزائد.
2.الإرهاق والضعف: يشعر المرضى المصابون بالجدرى عادةً بالإرهاق العام والضعف، مما قد يجعلهم غير قادرين على القيام بالأنشطة اليومية المعتادة.
3.آلام الرأس وعضلات الجسم: يعاني العديد من المصابين بالجدرى من صداع قوي وآلام في العضلات والمفاصل، وهي أعراض مشابهة للعديد من الأمراض الفيروسية الأخرى.
4.ظهور الطفح الجلدي: بعد حوالي 2-4 أيام من ظهور الحمى، يبدأ الطفح الجلدي في الظهور، وعادةً ما يبدأ على الوجه والأطراف قبل أن ينتشر إلى باقي أجزاء الجسم، يبدأ الطفح الجلدي على شكل بقع حمراء صغيرة، ثم يتحول إلى بثور مملوءة بالسوائل.
5.البثور والقشور: خلال الأيام التالية، تتحول البثور إلى قشور جافة، وتبدأ في التساقط بعد حوالي 3-4 أسابيع، هذه المرحلة هي مرحلة انتقال العدوى حيث يمكن أن ينتقل الفيروس بسهولة من خلال ملامسة الجلد المصاب.
6.مشاكل أخرى: قد يعاني المريض من صعوبة في التنفس، والتهاب العين، والقيء في بعض الحالات الشديدة، يمكن أن يصاب المرضى بحالة من الجفاف نتيجة لفقدان السوائل بسبب الحمى الشديدة والتعرق الزائد.
فترة الحضانة لفيروس الجدرى
تعد فترة الحضانة واحدة من العوامل التي تجعل مرض الجدرى معديًا للغاية في المراحل الأولى، كما ذكرنا فإن فترة الحضانة تكون عادة بين 7 إلى 17 يومًا بعد التعرض للفيروس، وخلال هذه الفترة لا تظهر أي أعراض على الشخص المصاب، لكن الفيروس يبدأ في التكاثر داخل الجسم.
بعد انتهاء فترة الحضانة، تبدأ الأعراض الأولية مثل الحمى والإرهاق بالظهور، وبعد فترة قصيرة يبدأ الطفح الجلدي في الظهور، عادةً ما تكون مرحلة الطفح الجلدي هي التي تجعل المرضى أكثر قابلية لنقل العدوى للآخرين.
طرق تشخيص الجدرى
تشخيص مرض الجدرى يتم عادةً بناءً على الأعراض السريرية التي يظهرها المريض، مثل الحمى والطفح الجلدي المميز، ومع ذلك في حالات معينة يمكن أن يقوم الأطباء بإجراء بعض الاختبارات المعملية لتأكيد التشخيص.
إليك بعض الطرق التي يمكن استخدامها لتشخيص مرض الجدرى:
1.الفحص السريري: يعتمد التشخيص الأولي بشكل رئيسي على الفحص الجسدي، عند ظهور الطفح الجلدي، يصبح من السهل التعرف على أعراض الجدرى بفضل الشكل المميز للبثور.
2.الاختبارات المخبرية: يمكن للأطباء أخذ عينة من الطفح الجلدي أو السوائل في البثور لفحصها معمليًا، يتم استخدام تقنيات مثل تحليل الحمض النووي أو اختبار PCR للكشف عن وجود فيروس الجدرى في الجسم.
3.الفحص بالأجسام المضادة: في بعض الحالات، يتم استخدام اختبارات للكشف عن الأجسام المضادة للفيروس في الدم، يساعد هذا الفحص على التأكد من وجود الفيروس في الجسم.
4.الفحص بالتقنيات الحديثة: في العصر الحديث، يتم استخدام تقنيات متطورة مثل الفحوصات الجينية لمتابعة تطور المرض وتحديد مدى انتشار الفيروس.
الوقاية والعلاج
الوقاية من مرض الجدرى كانت أحد الإنجازات العظيمة في الطب، حيث تم تطوير لقاح فعال ضد الجدرى في عام 1967، وتم توزيع هذا اللقاح على نطاق واسع، وبفضل برامج التطعيم المكثفة، تم القضاء على الجدرى من العالم في عام 1980.
أما بالنسبة للعلاج، فلا يوجد علاج مباشر للفيروس بعد الإصابة به، العلاج يركز على تخفيف الأعراض وتوفير الراحة للمريض، مثل تخفيض الحمى، وتوفير السوائل بشكل كافٍ، والراحة التامة، في الحالات الشديدة، قد يحتاج المريض إلى رعاية طبية خاصة في المستشفى.
يعد الجدرى من الأمراض الفيروسية الخطيرة التي كانت تهدد حياة العديد من الأشخاص قبل اكتشاف اللقاح الفعال ضده، بفضل البرامج التطعيمية التي أُطلقت في أنحاء العالم، تم القضاء على المرض نهائيًا في عام 1980.
ومع ذلك يبقى الجدرى رمزًا هامًا في تاريخ الطب الحديث، ويعتبر أول مرض يتم القضاء عليه من خلال اللقاحات، من المهم أن نعي أهمية اللقاحات في الوقاية من الأمراض الفيروسية، وأهمية الكشف المبكر والعلاج المناسب في حال ظهور أي أعراض مشابهة للأمراض المعدية.