تناول المخللات وصحة الكلى.. فوائد أم مخاطر يجب الحذر منها؟
تعد المخللات من الأطعمة الشهيرة التي يحبها الكثيرون حول العالم، حيث تتميز بمذاقها اللذيذ وقوامها المقرمش الذي يجعلها إضافة شهية إلى الوجبات، ولكن رغم طعمها الجذاب إلا أن هناك جدلًا كبيرًا حول تأثيرها على الصحة وخاصة صحة الكلى، فالبعض يعتقد أنها تحتوي على فوائد معينة بينما يحذر البعض الآخر من أضرارها، نظرًا لما تحتويه من نسبة عالية من الملح والمواد الحافظة، وفي هذا المقال سنتعرف على كيفية تأثير تناول المخللات على صحة الكلى وما إذا كانت مفيدة أم ضارة.
ما هي المخللات وكيف يتم تحضيرها؟
المخللات هي خضروات يتم حفظها في محلول ملحي أو محلول يحتوي على الخل والتوابل المختلفة، حيث تساعد هذه الطريقة في حفظ الطعام لفترات طويلة مع الحفاظ على نكهته وقوامه، ومن أشهر أنواع المخللات الخيار، الزيتون، الجزر، الفلفل، والملفوف، وتتم عملية التخليل من خلال تخمير الخضروات في محلول يحتوي على نسبة عالية من الملح أو الخل، مما يمنع نمو البكتيريا الضارة ويساعد في الحفاظ على الأطعمة لفترة أطول.
فوائد تناول المخللات للصحة
على الرغم من التحذيرات المرتبطة بتناول المخللات إلا أنها تحتوي على بعض الفوائد الصحية التي لا يمكن إنكارها، حيث تعتبر مصدرًا جيدًا للبروبيوتيك، وهي البكتيريا النافعة التي تساعد في تحسين صحة الجهاز الهضمي وتعزيز التوازن البكتيري في الأمعاء، كما أن المخللات تحتوي على الفيتامينات والمعادن الموجودة في الخضروات المستخدمة في التخليل، بالإضافة إلى ذلك، فإن تناول المخللات باعتدال يمكن أن يساعد في تحفيز الشهية وتعزيز الهضم.
تأثير تناول المخللات على صحة الكلى
تعتبر الكلى من أهم الأعضاء في الجسم، حيث تلعب دورًا رئيسيًا في تصفية الدم وإزالة السموم والفضلات من الجسم، ولكن عند تناول كميات كبيرة من المخللات التي تحتوي على نسبة عالية من الملح، قد يؤدي ذلك إلى زيادة الضغط على الكلى، حيث يعمل الملح الزائد على رفع ضغط الدم وزيادة احتباس السوائل في الجسم، مما قد يؤدي إلى إرهاق الكلى والتأثير على وظائفها، وبمرور الوقت، قد يصبح الأشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة من الصوديوم أكثر عرضة للإصابة بمشكلات صحية مثل حصوات الكلى أو الفشل الكلوي.
هل يمكن للأشخاص المصابين بأمراض الكلى تناول المخللات؟
الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى المزمنة يجب أن يكونوا أكثر حذرًا عند تناول المخللات، حيث أن ارتفاع نسبة الصوديوم في الجسم يمكن أن يزيد من تفاقم حالتهم الصحية، فالكلى المتضررة قد لا تتمكن من التخلص من الأملاح الزائدة بكفاءة، مما يؤدي إلى احتباس السوائل وارتفاع ضغط الدم، لذلك يُنصح المرضى الذين يعانون من أمراض الكلى بتجنب تناول المخللات أو استبدالها بخيارات تحتوي على كميات منخفضة من الملح.
ما هي الكمية الآمنة لتناول المخللات؟
للحصول على فوائد المخللات دون التعرض لمخاطرها، من الأفضل تناولها باعتدال وعدم الإفراط فيها، حيث يُنصح بعدم تناول كميات كبيرة منها يوميًا، ويمكن للأشخاص الأصحاء تناولها بين الحين والآخر مع الحرص على شرب كمية كافية من الماء للمساعدة في توازن مستويات الصوديوم في الجسم، كما يمكن تحضير المخللات في المنزل باستخدام كميات أقل من الملح والخل لتقليل آثارها السلبية على الصحة.
نصائح لتقليل تأثير المخللات على الكلى
إذا كنت من محبي المخللات وترغب في الاستمتاع بها دون التأثير سلبًا على صحتك، يمكنك اتباع بعض النصائح التي تساعد في تقليل مخاطرها، من أهم هذه النصائح اختيار المخللات قليلة الصوديوم التي تحتوي على نسبة أقل من الملح مقارنة بالمخللات التقليدية، كما يمكن شطف المخللات بالماء قبل تناولها لتقليل كمية الصوديوم الموجودة فيها، بالإضافة إلى ذلك، يُفضل تحضير المخللات في المنزل باستخدام كميات معتدلة من الملح والاعتماد على مكونات طبيعية بدون مواد حافظة.
بدائل صحية للمخللات
إذا كنت ترغب في الحصول على نكهة مماثلة للمخللات ولكن بطريقة صحية أكثر، يمكنك تجربة بعض البدائل الصحية مثل المخللات المصنوعة باستخدام الزبادي والبروبيوتيك الطبيعي، حيث توفر هذه البدائل نفس النكهة المميزة ولكن دون الحاجة إلى كميات كبيرة من الملح، كما يمكن تناول الخضروات الطازجة مع عصير الليمون والبهارات الصحية لإضافة نكهة لذيذة دون التأثير على صحة الكلى.
المخللات من الأطعمة التي يحبها الكثيرون ولكنها قد تشكل خطرًا على صحة الكلى عند تناولها بكميات كبيرة، بسبب احتوائها على نسبة عالية من الملح التي قد تؤثر سلبًا على وظائف الكلى وترفع من ضغط الدم، لذلك يُنصح بتناولها باعتدال واختيار الخيارات قليلة الصوديوم أو تحضيرها في المنزل بطرق أكثر صحية، وفي حالة وجود مشاكل في الكلى، يجب استشارة الطبيب قبل إدخال المخللات إلى النظام الغذائي لتجنب أي مضاعفات صحية.
