الأربعاء 02 أبريل 2025 الموافق 04 شوال 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

فضل وثواب صيام الست من شوال.. الإفتاء توضح الحكم والأجر العظيم

الإفتاء
الإفتاء

يبحث الكثير من المسلمين عن فضل وثواب صيام الست من شوال بعد انتهاء شهر رمضان المبارك، حيث أجابت دار الإفتاء المصرية عن هذا التساؤل موضحة أن صيام هذه الأيام الستة يعدل في الأجر صيام سنة كاملة، وذلك لما ورد في السنة النبوية الشريفة من أحاديث تحث على هذه العبادة وتوضح فضلها العظيم، وقد استندت دار الإفتاء في إجاباتها إلى الأحاديث النبوية الصحيحة التي تبين عظم الأجر والثواب المترتب على صيام هذه الأيام.

فضل صيام الست من شوال

وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تحث المسلمين على صيام ستة أيام من شهر شوال عقب إتمام صيام شهر رمضان، حيث روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: “مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْر”، وهذا الحديث يؤكد أن من يصوم هذه الأيام بعد إكمال شهر رمضان كأنه قد صام الدهر كله من حيث الأجر والثواب.

وقد أوضحت دار الإفتاء أن السبب وراء هذا الأجر العظيم هو قاعدة أن الحسنة بعشر أمثالها، فقد روى الإمام البخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: “إِنَّ الحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا”، وبناءً على ذلك، فإن صيام شهر رمضان يعادل صيام عشرة أشهر، وصيام ستة أيام من شوال يعادل صيام شهرين، فيكون مجموع الأيام التي صامها المسلم تعادل صيام سنة كاملة من حيث الثواب.

صيام الست من شوال يعادل صيام سنة كاملة

وقد جاء تصريح واضح بهذا المعنى في حديث آخر رواه الإمام النسائي في كتابه “السنن الكبرى” وابن خزيمة في “صحيحه”، حيث نقل عن الصحابي الجليل ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: “صِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ، وَصِيَامُ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالٍ بِشَهْرَيْنِ؛ فَذَلِكَ صِيَامُ سَنَةٍ”، وهذا الحديث يوضح أن من صام شهر رمضان ثم أتبعه بستة أيام من شوال كُتب له أجر صيام سنة كاملة، مما يدل على فضل هذه العبادة وأثرها الكبير في ميزان حسنات العبد.

ثواب صيام الست من شوال

إلى جانب ذلك، جاء حديث آخر يبين فضل وثواب صيام هذه الأيام، حيث روى الإمام ابن ماجه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: “مَنْ صَامَ سِتَّةَ أَيَّامٍ بَعْدَ الْفِطْرِ كَانَ تَمَامَ السَّنَةِ، مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا”، وهذا الحديث يوضح أن صيام هذه الأيام الستة يجعل المسلم كأنه صام سنة كاملة من حيث الثواب والأجر.

وقد ذكر الإمام القرافي في كتابه “الذخيرة” عند تفسير هذا الحديث أن المقصود بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: “فَكَأنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ”، هو أن الحسنة تضاعف عشر مرات، فيكون صيام شهر رمضان بما يعادل عشرة أشهر، وصيام ستة أيام من شوال بما يعادل شهرين، ليصبح مجموع الصيام معادلاً لصيام سنة كاملة، وإذا داوم المسلم على هذا الأمر في كل عام فكأنه قد صام الدهر كله من حيث الثواب.

الحكمة من صيام الست من شوال

إن صيام الست من شوال بعد رمضان يحمل العديد من الفوائد الروحية والنفسية والجسدية، فإلى جانب كونه امتثالًا لأوامر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فإنه يعمل على تعويض النقص الذي قد يحدث في صيام رمضان نتيجة لأي تقصير غير مقصود، كما أنه يساعد المسلم على الاستمرار في الطاعات بعد شهر رمضان وعدم التوقف عن عبادة الصيام، مما يجعله يشعر بلذة الطاعة ويظل مرتبطًا بالأجواء الإيمانية التي عاشها في الشهر الكريم.

هل يجب صيام الستة أيام متتابعة؟

طرحت دار الإفتاء المصرية سؤالًا شائعًا حول ما إذا كان من الضروري صيام الستة أيام بشكل متتابع أم يجوز تفريقها، وقد أوضحت أن الأمر في ذلك واسع، حيث يمكن للمسلم أن يصومها متتابعة أو متفرقة حسب ظروفه، فالأجر والثواب حاصل بإذن الله في الحالتين، وقد ورد في السنة النبوية ما يدل على أن الأمر غير مقيد بالتتابع، وإنما يمكن للمرء أن يصومها كيفما يشاء خلال شهر شوال.

صيام التطوع ودوره في كمال العبادات

أكدت دار الإفتاء أن صيام التطوع، سواء كان في الست من شوال أو في الأيام الأخرى المسنونة مثل الاثنين والخميس أو الأيام البيض، يساعد المسلم على الاقتراب من الله ويزيد من حسناته، فهو يكمل النقص الذي قد يكون قد وقع في الفروض، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديثه الشريف: “إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ، فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ، فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ، قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ، فَيُكْمِلُ بِهِ مَا انْتَقَصَ مِنَ الْفَرِيضَةِ؟”، وهذا يدل على أهمية النوافل في تكملة العبادات المفروضة وجبر أي نقص فيها.

صيام الست من شوال فرصة عظيمة لمضاعفة الأجر

يعد صيام الستة أيام من شوال فرصة عظيمة لمن أراد مضاعفة حسناته واستكمال ثواب صيام السنة، فهي عبادة يسيرة لكنها تحمل في طياتها أجرًا عظيمًا، ومن فضل الله على عباده أنه جعل العبادات تكمل بعضها بعضًا، فأعطى المسلمين فرصة لتعويض أي نقص قد يحدث في عباداتهم، فمن استطاع أن يصوم هذه الأيام فلا ينبغي أن يفوتها، لأنها طريق للحصول على ثواب عظيم واتباع لسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

بهذا يتضح أن صيام الست من شوال ليس مجرد عبادة مستحبة، بل هو وسيلة عظيمة لمضاعفة الأجر، وامتداد لأجواء الطاعة التي عاشها المسلم في رمضان، ولذلك ينبغي على كل من استطاع أن يغتنم هذه الفرصة العظيمة ليحقق لنفسه ثواب صيام الدهر كله، سائلين الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.

تم نسخ الرابط