فضل صلاة التسابيح في العشر الأواخر من رمضان.. لا تفوّتها

تُعد صلاة التسابيح من الصلوات النوافل العظيمة التي يتقرب بها المسلم إلى الله سبحانه وتعالى، وقد شرع الله هذه الصلاة لما تحمله من فضل كبير وأجر عظيم، فهي وسيلة لمغفرة الذنوب وتفريج الكروب وقضاء الحاجات، وتتميز هذه الصلاة باحتوائها على 300 تسبيحة توزع على ركعاتها الأربع، ولذلك سميت بهذا الاسم بسبب كثرة التسبيح فيها مقارنةً بغيرها من الصلوات.

ومع اقتراب انتهاء العشر الأواخر من رمضان، يتزايد بحث المسلمين عنها لما لها من منح ربانية وفضائل عظيمة يمكن أن ينالها من يحرص على أدائها.

ما هي صلاة التسابيح؟

صلاة التسابيح هي صلاة نافلة مميزة يؤديها المسلم طلبًا لمرضاة الله تعالى، وقد ورد في فضلها العديد من الأحاديث النبوية التي تشير إلى أنها تكفر الذنوب وتغفر الخطايا، كما أنها تساعد المسلم على تجاوز المصاعب وتيسير الأمور، وتُصلّى صلاة التسابيح بأربع ركعات يتم فيها تكرار التسبيحات بعدة مواضع محددة، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بأدائها لما تحمله من ثواب عظيم وبركات متعددة.

المنح الربانية لمن يؤدي صلاة التسابيح

صلاة التسابيح ليست مجرد صلاة نافلة، بل هي باب عظيم من أبواب الخير والرحمة، وقد بيّن العلماء أن هناك ست منح ربانية عظيمة يحصل عليها من يحرص على أدائها بإخلاص وخشوع، وهي:

1.مغفرة الذنوب: فهي وسيلة عظيمة لمحو الذنوب والخطايا، سواء كانت صغيرة أو كبيرة.

2.تفريج الكروب: تساعد في رفع البلاء وتخفيف المصائب التي قد تواجه الإنسان في حياته.

3.تيسير الأمور العسيرة: تُعين المسلم على قضاء حوائجه وتسهيل الأمور الصعبة التي قد تواجهه.

4.قضاء الحاجات: من يصليها بنية صادقة يُيسر الله له حاجاته ويحقق له ما يتمنى.

5.الأمن من المخاوف: تمنح الإنسان شعورًا بالطمأنينة والأمان وتحميه من الهموم والقلق.

6.ستر العيوب: من بركات هذه الصلاة أن الله يستر بها عيوب العبد في الدنيا والآخرة.

كيفية أداء صلاة التسابيح بالتفصيل

تصلى صلاة التسابيح أربع ركعات (بتسليمة واحدة)، ويُفضل أن تؤدى في العشر الأواخر من رمضان أو في أوقات الإجابة مثل يوم الجمعة أو في الثلث الأخير من الليل، ويمكن أداؤها في أي وقت من أوقات النوافل. وإليك خطوات أدائها بالتفصيل:

1.النية: ينوي المسلم أداء صلاة التسابيح خالصة لله تعالى.

2.الركعة الأولى:

بعد قراءة الفاتحة وسورة من القرآن، يُقال وهو قائم 15 تسبيحة:

“سبحان الله، الحمد لله، لا إله إلا الله، الله أكبر”.

بعد الركوع وقبل الرفع منه، يُقال 10 تسبيحات.

بعد الاعتدال من الركوع يُقال 10 تسبيحات.

بعد السجود الأول يُقال 10 تسبيحات.

بين السجدتين يُقال 10 تسبيحات.

بعد السجود الثاني يُقال 10 تسبيحات.

قبل القيام للركعة الثانية، يُقال وهو جالس 10 تسبيحات.

مجموع التسبيحات في الركعة الواحدة: 75 تسبيحة.

3.تكرار ذلك في الركعات الأربع بنفس الطريقة، ليكون مجموع التسبيحات 300 تسبيحة.

4.التشهد والتسليم: بعد الانتهاء من الركعات الأربع، يجلس المصلي للتشهد الأخير ثم يُسلّم.

السور المستحب قراءتها في صلاة التسابيح

يُستحب أثناء أداء صلاة التسابيح قراءة سور قصيرة ذات أجر عظيم، ومنها:

في الركعة الأولى: سورة الزلزلة.

في الركعة الثانية: سورة الكافرون.

في الركعة الثالثة: سورة النصر.

في الركعة الرابعة: سورة الإخلاص.

وهذه السور مستحبة لأنها تحمل فضائل كثيرة، ويجوز للمصلي قراءة أي سورة يختارها.

أفضل وقت لأداء صلاة التسابيح

يمكن أداء صلاة التسابيح في أي وقت من أوقات النوافل، إلا أنه يُفضل أداؤها في الأوقات الفاضلة مثل:

العشر الأواخر من رمضان لطلب المغفرة والعتق من النار.

يوم الجمعة لما له من فضل وبركة.

قيام الليل خاصة في الثلث الأخير حيث تتنزل الرحمات الإلهية.

حكم صلاة التسابيح وآراء العلماء

اختلف العلماء في مشروعية صلاة التسابيح، لكن القول الراجح أنها مستحبة ومن صلاة النوافل التي ثبتت في بعض الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال بها جمهور الفقهاء كالشافعية والحنابلة وبعض الأحناف، وأوصوا بها لما فيها من خير عظيم ومغفرة.

صلاة التسابيح هي هدية نبوية عظيمة لمن أراد التقرب إلى الله تعالى ومحو الذنوب وتفريج الهموم، وهي فرصة للمسلم ليعيش في رحاب الله ويدعو بما يحب من خير الدنيا والآخرة.