هل يؤثر الإفراط في تناول السكر على تفاقم الالتهابات؟.. رأي الخبراء
يعتبر السكر من المكونات الأساسية في النظام الغذائي للكثيرين، حيث يوجد في العديد من الأطعمة والمشروبات اليومية، ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى أن الإفراط في تناول السكر قد يكون له تأثير سلبي على الصحة، حيث يُعتقد أنه يلعب دورًا في تفاقم الالتهابات في الجسم، فالالتهاب هو رد فعل طبيعي يقوم به الجهاز المناعي عند التعرض للعدوى أو الإصابات، لكنه عندما يصبح مزمنًا، يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة مثل أمراض القلب والسكري والتهابات المفاصل.
كيف يسبب السكر الالتهاب في الجسم؟
عند تناول كميات زائدة من السكر، ترتفع مستويات الجلوكوز في الدم، مما يؤدي إلى تحفيز الجسم لإفراز الأنسولين بكميات كبيرة، هذا التحفيز المستمر للبنكرياس قد يؤدي إلى مقاومة الأنسولين، وهي حالة تجعل الخلايا غير قادرة على استخدام الأنسولين بكفاءة، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة مستويات السكر في الدم بشكل مزمن، كما يؤدي ذلك إلى إطلاق جزيئات التهابية تعرف بالسيتوكينات، والتي تساهم في زيادة الالتهاب داخل الجسم.
بالإضافة إلى ذلك، فإن السكر المكرر يمكن أن يزيد من إنتاج الجذور الحرة، وهي جزيئات غير مستقرة تهاجم الخلايا السليمة وتسبب الإجهاد التأكسدي، هذا الإجهاد يساهم في تلف الأنسجة ويؤدي إلى تفاقم الالتهابات، خاصة إذا لم يكن هناك ما يكفي من مضادات الأكسدة لمكافحتها.
تأثير السكر على الأمراض الالتهابية
هناك العديد من الأمراض التي يمكن أن تتفاقم بسبب الالتهاب الناتج عن الإفراط في تناول السكر، ومن بينها:
أمراض القلب: تشير الدراسات إلى أن الاستهلاك الزائد للسكر يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، حيث يساهم في رفع مستويات الكوليسترول الضار وخفض الكوليسترول الجيد، مما يعزز حدوث الالتهابات في الأوعية الدموية ويزيد من احتمالية تصلب الشرايين.
السكري من النوع الثاني: يرتبط تناول السكر الزائد بمقاومة الأنسولين، وهو عامل رئيسي في تطور مرض السكري من النوع الثاني، فالأشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة من المشروبات المحلاة بالسكر يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض مقارنة بمن يتبعون نظامًا غذائيًا منخفض السكر.
التهاب المفاصل: الالتهابات المزمنة الناتجة عن ارتفاع مستويات السكر في الدم يمكن أن تؤثر على صحة المفاصل، حيث تزيد من احتمالية الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، كما أن بعض الدراسات وجدت أن تناول الأطعمة الغنية بالسكر قد يزيد من الألم والتورم في المفاصل لدى الأشخاص المصابين بهذا المرض.
أمراض الجهاز الهضمي: السكر قد يساهم أيضًا في اضطرابات الجهاز الهضمي، حيث يؤثر على توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء، وعندما يختل هذا التوازن، يمكن أن يؤدي إلى التهابات معوية ومشكلات مثل متلازمة القولون العصبي.
كيف يمكن تقليل استهلاك السكر للحد من الالتهابات؟
إذا كنت ترغب في تقليل خطر الإصابة بالالتهابات الناتجة عن تناول السكر، يمكنك اتباع بعض الخطوات البسيطة التي تساعد في تقليل استهلاك السكر في النظام الغذائي اليومي.
اختيار مصادر طبيعية للسكر: من الأفضل استبدال السكر المكرر بالمصادر الطبيعية مثل الفواكه والعسل، حيث تحتوي هذه الأطعمة على الألياف والعناصر الغذائية التي تقلل من تأثير السكر على مستويات الجلوكوز في الدم.
تجنب المشروبات المحلاة: المشروبات الغازية والعصائر الصناعية تحتوي على كميات كبيرة من السكر، ومن الأفضل استبدالها بالماء أو المشروبات العشبية غير المحلاة.
التحقق من مكونات الأطعمة: الكثير من المنتجات الغذائية تحتوي على سكريات مخفية، لذا من المهم قراءة الملصقات الغذائية بعناية لتجنب الاستهلاك غير المقصود لكميات كبيرة من السكر.
زيادة تناول الألياف والبروتينات: يساعد تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات الورقية والبقوليات في تقليل امتصاص السكر في الجسم، كما أن البروتينات تساهم في استقرار مستويات السكر في الدم وتقلل من نوبات الجوع المفاجئة.
هل هناك بدائل صحية للسكر؟
بالرغم من أن التقليل من استهلاك السكر هو الحل الأمثل، إلا أن هناك بعض البدائل الصحية التي يمكن استخدامها دون التأثير على مستوى الالتهاب في الجسم، ومن بين هذه البدائل.
ستيفيا: هو مُحلي طبيعي مستخرج من نبات الستيفيا، ولا يرفع مستويات السكر في الدم، مما يجعله خيارًا مناسبًا لمن يبحثون عن تقليل السكر في نظامهم الغذائي.
سكر جوز الهند: يحتوي على نسبة أقل من الفركتوز مقارنة بالسكر الأبيض، كما أنه يحتوي على بعض المعادن مثل الحديد والزنك.
العسل الطبيعي: بالرغم من أنه يحتوي على السكر، إلا أن العسل غني بمضادات الأكسدة التي قد تساعد في تقليل الالتهابات عند تناوله باعتدال.
الإفراط في تناول السكر قد يكون له تأثير سلبي على الجسم من خلال تعزيز الالتهابات وزيادة خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، لذلك من المهم تقليل استهلاك السكر والاعتماد على بدائل صحية تساعد في الحفاظ على توازن الجسم وتقليل مخاطر الالتهاب، وعند اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على العناصر الغذائية المفيدة، يمكن تحسين الصحة العامة وتقليل احتمالات التعرض للمشكلات الصحية المرتبطة بالالتهابات.
