البيض يثبت في السوق.. واستقرار الأسعار رغم الضغوط والتحديات
سجلت أسعار كرتونة البيض اليوم الخميس 24 أبريل 2025، استقرارا نسبيا في الأسواق المحلية، حيث بلغ سعر كرتونة البيض الأبيض 130 جنيهًا للمستهلك، فيما وصل سعر البيض الأحمر إلى 135 جنيهًا، بحسب تصريحات عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية.
ويأتي هذا الاستقرار رغم التحديات التي تواجهها صناعة الدواجن والبيض، وعلى رأسها ارتفاع أسعار الأعلاف والطاقة، في حين تسعى الحكومة لتوفير دعم مستدام للقطاع وضمان وفرة المعروض.
أسعار البيض في المزرعة والجملة
بحسب الأسعار المُعلنة، استقر سعر كرتونة البيض الأبيض في المزرعة عند 110 جنيهات، بينما سجلت كرتونة البيض الأحمر 115 جنيهًا، فيما تراوح السعر بالجملة بين 110 و115 جنيهًا باختلاف نوع البيض والموقع الجغرافي.
ويُعد هذا التوازن في الأسعار مؤشراً على استقرار نسبي في معادلة العرض والطلب داخل السوق، خاصة مع تحسن نسبي في إنتاج البيض خلال الشهور الأخيرة.
إنتاج محلي يغطي الحاجة وزيادة في فائض التصدير
أوضح تقرير صادر عن وزارة الزراعة أن إنتاج مصر من البيض قد ارتفع إلى 14 مليار بيضة سنويًا، مقارنة بـ13 مليار في الأعوام السابقة، ما يكفي لتغطية الاستهلاك المحلي بل ويتجاوز الطلب، ما يفتح آفاقًا للتصدير الخارجي.
ويبلغ حجم الإنتاج التجاري من الدواجن في مصر نحو 1.4 مليار طائر سنويًا، بينما ينتج القطاع الريفي قرابة 320 مليون دجاجة، وتضم منظومة الثروة الداجنة ما يقرب من 38 ألف منشأة تشمل مزارع ومجازر ومصانع أعلاف ومنافذ بيع بيطرية.
مشروع الفيوم ودور الدولة في تطوير الإنتاج
تعمل الحكومة المصرية على تطوير صناعة البيض والدواجن من خلال مشاريع تنموية كبرى، أبرزها مشروع الدواجن التكاملي بالعزب في محافظة الفيوم، والذي أُنشئ عام 1983 بتمويل من الحكومة الهولندية بقيمة 12 مليون دولار.
ويُعد هذا المشروع أحد الركائز الأساسية في الحفاظ على السلالات المحلية وتحقيق الاكتفاء الذاتي من البيض والدواجن، كما يُساهم في خلق فرص تصدير لمنتجات الدواجن المعزولة من الأمراض الوبائية.
المنشآت الخالية من إنفلونزا الطيور تُمهّد للتصدير
أفاد تقرير وزارة الزراعة بأن المنظمة العالمية للصحة الحيوانية «OIE» وافقت رسميًا على تسجيل مصر ضمن قائمة الدول التي تعتمد نظام المنشآت الخالية من إنفلونزا الطيور، وهو ما عزز من قدرة مصر على تصدير البيض والدواجن إلى الأسواق الدولية.
حتى الآن، تم اعتماد 40 منشأة داجنة معزولة، بما يفتح الباب واسعًا أمام الشركات للدخول في أسواق الدول العربية، وبعض دول آسيا وأفريقيا، بعد توقف التصدير منذ عام 2006 بسبب انتشار الفيروس آنذاك.
مطالبات بتسريع إجراءات التصدير
من جهته، دعا اتحاد منتجي الدواجن وزارة التجارة والصناعة إلى سرعة إدراج صناعة البيض والدواجن ضمن برامج دعم التصدير، بعد تزويدها بكافة البيانات المطلوبة.
وأكد الاتحاد أن هناك قرابة 30 مؤسسة مصرية خالية من الأمراض الوبائية، جاهزة للوفاء بالاشتراطات الصحية والبيطرية الدولية.
استقرار الأسعار.. هل يدوم؟
يشير خبراء السوق إلى أن استقرار أسعار البيض حاليًا قد لا يستمر طويلًا في حال شهدت أسعار الأعلاف ارتفاعًا جديدًا أو تعرّض الإنتاج لمشكلات مناخية أو صحية. ويطالب المنتجون بدعم مستلزمات الإنتاج، خاصة الأعلاف واللقاحات، لضمان بقاء الأسعار في مستويات مقبولة للمستهلك.
المواطنون.. «البيض بقى رفاهية عند بعض الأسر»
رغم استقرار الأسعار، يرى العديد من المواطنين أن تكلفة البيض لا تزال مرتفعة، خاصة في ظل ضغوط معيشية متزايدة، وتقول فاطمة محمود، ربة منزل من الشرقية: «كرتونة البيض بـ130 جنيه؟! ده كان بـ50 من سنة. بقى رفاهية مش غذاء أساسي».
بينما يؤكد أصحاب المحال أن الإقبال لا يزال مستقرًا، خاصة على البيض الأبيض، لكونه أقل سعرًا من الأحمر، ويُستخدم بشكل يومي في المنازل والمطاعم.
صناعة واعدة في انتظار الدعم الكامل
تبقى صناعة البيض والدواجن إحدى أهم ركائز الأمن الغذائي في مصر، ومع توافر البنية التحتية والدعم الحكومي المتنامي، تتجه الأنظار إلى تعزيز التصدير وتحقيق فائض مستدام يُسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتخفيف الأعباء على المستهلك المحلي.
