الإثنين 23 ديسمبر 2024 الموافق 22 جمادى الثانية 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

سيناريوهات تُجنّد مقاتلين أفغان لإرسالهم إلى أوكرانيا

جنود أفغان
جنود أفغان

في ظل اشتعال الحرب بين روسيا وأوكرانيا في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أنشأ البريطانيون القوة الإقليمية الأفغانية "ATF 444"، مع الوحدة الشقيقة قوة الكوماندوز "CF 333"، والمعروفة باسم "الثلاثي"، الذين قاتلوا جنبًا إلى جنب مع القوات البريطانية ضد حركة طالبان.

تُجنّد مقاتلين أفغان بخبرات بريطانية

وأدى هذا الارتباط إلى تعريض هذه القوات للخطر منذ استعادة طالبان السيطرة في عام 2021، وعلى الرغم من أن حكومة المملكة المتحدة تعيد الآن تقييم القرارات بحرمان الآلاف منهم من اللجوء في المملكة المتحدة، إلا أن التقدم بطيء.

وينتظرون تحقيق أجرته صحيفة "الإندبندنت"، بالتعاون مع غرفة الأخبار الاستقصائية Lighthouse Reports ومؤسسة Etilaat Roz الإخبارية الأفغانية، أن هناك عروضًا لهم للانضمام إلى القوات الروسية التي تحارب في أوكرانيا.

ومن خلال التحدث إلى 14 من أعضاء "الثلاثي" السابقين داخل إيران، فضلًا عن العشرات غيرهم في أفغانستان، توصل التحقيق إلى أنه كانت هناك موجة أولية من عروض التجنيد للأفراد العسكريين الأفغان السابقين في عام 2023، تلتها موجة ثانية في وقت سابق من هذا العام.

لقاءات ونماذج

وينقل التحقيق عن كير جايلز، كبير الزملاء الاستشاريين في شؤون روسيا وأوراسيا في مؤسسة "تشاتام هاوس" البحثية، إن الأفغان الذين يتمتعون بخبرة قتالية متميزة "سيكونون بالتأكيد جذابين" للمجندين العسكريين.

وتابع : "تحاول روسيا استنفاد كل مصدر ممكن باستثناء التعبئة الكاملة. بينما يقوم تحالف الدول التي تدعم روسيا، أي إيران وكوريا الشمالية والصين، بإيجاد السبل لمساعدة روسيا في حربها على أوكرانيا".

وأوضح: "تحول هذا إلى مساعدة بشرية في حالة كوريا الشمالية. ولا ينبغي أن يكون من المستغرب أن ينتشر هذا النمط إلى دول أخرى، وخاصة إذا كان التورط قابلًا للإنكار، مثل قيام إيران على سبيل المثال بتقديم المساعدة في تجنيد رعايا دول ثالثة من إيران".

وقال بعض جنود القوات الخاصة السابقين في إيران إنهم تلقوا اتصالات هاتفية من جهات اتصال داخل الجيش الأفغاني السابق أو قوات الأمن لتجنيدهم؛ وقال آخرون إن مهربي البشر الأفغان اتصلوا بهم شخصيًا.

كما زعم أحد الأطباء السابقين في الجيش إنه التقى بروس من السفارة في طهران وجها لوجه بشأن التجنيد. وقال: "كنت أتحدث مباشرة مع الروس، ووافقوا على دفع 3000 دولار شهريا".

وقال الطبيب إن أصدقاء له تم تجنيدهم هذا العام، وحصلوا على تأشيرات من خلال سفارة موسكو في طهران. لكنه لم يقدم أدلة تثبت ذلك.

نماذج تجنيد

وتناول التحقيق "نماذج تجنيد" تم تداولها بين المحاربين القدامى الأفغان في إيران.

وتطلب هذه النماذج، المكتوبة باللغة الدارية (اللغة الفارسية الأفغانية أو اللغة الفارسية المحكية في أفغانستان) تفاصيل شخصية ومعلومات الاتصال، بينما يقود جنرال أفغاني سابق عملية التجنيد.

ويطرح أحد النماذج عدة أسئلة، منها "ما معرفتك بالشؤون العسكرية وبكونك جنديًا؟"و"ما خبرتك العسكرية؟" ثم يسأل النموذج مقدم الطلب عن المستوى التعليمي الذي حصل عليه، وما إذا كان لديه رخصة قيادة.

مخاوف أمنية

رغم أن أيًا من الأفغان الذين تحدثت إليهم الصحيفة البريطانية لم يقبل العرض، لكن التحقيق يشير إلى أن الوضع بالنسبة للأفغان في إيران أصبح أكثر عدائية، إذ تخطط الحكومة الإيرانية لترحيل نحو مليوني مهاجر، أغلبهم من الأفغان، بحلول شهر مارس المقبل، فضلًا عن فرض قيود جديدة على أي من الحريات المحدودة التي كان يتمتع بها الأفغان.

ويشير التحقيق إلى أنه "على نحو متزايد، أصبح الخيار الذي يواجهه هؤلاء الأفغان هو قبول عرض القتال، أو العودة إلى وطنهم، حيث سيتعين عليهم وأسرهم مواجهة طالبان".

ويستمر هذا، فإن عملية مراجعة الطلبات المرفوضة المقدمة إلى برنامج إعادة التوطين التابع لوزارة الدفاع البريطانية للأفغان الذين عملوا عن كثب مع القوات البريطانية قد تعطلت بسبب التأخير.

وحذّر عضو سابق في الجيش البريطاني، خدم مع قوات "الثلاثي" في ​​أفغانستان، من أن كثيرين كانوا على وشك الانهيار.

وقال: "إنهم (المقاتلون الأفغان) يعرفون بالضبط كيف تدير المملكة المتحدة أعمالها، من جمع المعلومات الاستخباراتية إلى العمليات العسكرية المتخصصة".

وقال: "هناك الكثير من المعرفة التي تم تبادلها على مدى العشرين عامًا التي عملنا فيها جنبًا إلى جنب".

وفي ذات السياق، هناك الشروط المتناقضة التي يطرحها كل من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لأجل الموافقة على إنهاء الحرب بين بلديهما، تقوض "خطة السلام" المطروحة من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.

خطة ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا

ووعد ترامب، خلال حملته الانتخابية، بإنهاء الحرب في أوكرانيا "خلال يوم واحد" من توليه منصبه، وبعد فوزه أوائل نوفمبر الجاري، كشفت صحيفة "التليجراف" البريطانية، عن احتمال أن يدعو الرئيس المنتخب قوات أوروبية وبريطانية لفرض منطقة عازلة بطول 800 ميل بين الجيشين الروسي والأوكراني، كجزء من خطة لتجميد الحرب بين البلدين.

وأوضحت الصحيفة، أن هذه الخطة واحدة من بين عدة خطط ينظر فيها ترامب، الذي قال قبل انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة، إنه سيبدأ محادثات السلام قبل توليه منصبه يناير 2025.

وكشفت الصحيفة، تتضمن خطة الرئيس الأمريكي المنتخب، التي وضعها ثلاثة من موظفي ترامب، تجميد الخط الأمامي الحالي في مكانه، وموافقة أوكرانيا على تأجيل طموحاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" لمدة 20 عامًا.

وفي المقابل، ستزود الولايات المتحدة أوكرانيا بالأسلحة لردع روسيا عن استئناف الحرب، ولن تسهم الولايات المتحدة بقوات لدوريات، وفرض المنطقة العازلة الناتجة، ولن تمول مهمتها.

شروط بوتين بشأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا

وأشار بوتين إلى أنه منفتح على التفاوض مع ترامب بشأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا، لكنه يظل ثابتًا على شروطه الحرجة، حسبما ذكرت وكالة "رويترز".

واستبعد بوتين أي تنازلات إقليمية كبيرة، وطالب كييف بالتخلي عن طموحاتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو".

ويتولى ترامب، الذي تعهد بإنهاء الحرب بسرعة، منصبه في ظل أقوى موقف لروسيا بالصراع حتى الآن، وتسيطر موسكو الآن على مساحة من الأراضي الأوكرانية بحجم ولاية فرجينيا تقريبًا، مع تقدم قواتها بأسرع وتيرة لها منذ الأيام الأولى للحرب، عام 2022.

وتشير مجلة "نيوزويك" الأمريكية، إلى أن المسرح يبدو مهيأ لدبلوماسية عالية المخاطر في الوقت الذي يستعد فيه ترامب وبوتين لمعالجة أحد أكثر الصراعات العالمية إلحاحًا.

وفي أول نظرة تفصيلية لما قد يقبله بوتين في اتفاق سلام يتوسط فيه ترامب، قال 5 مسؤولين روس حاليين وسابقين، وفق تقرير رويترز، أن الكرملين قد يوافق على نطاق واسع على تجميد الصراع على طول خطوط المواجهة القائمة.

وقال ثلاثة من هؤلاء الأفراد، إنه قد يكون هناك مجال للتفاوض بشأن التقسيمات المحددة لمناطق شرق أوكرانيا دونيتسك ولوجانسك وزابوريجيا وخيرسون، تلك المناطق المندمجة بالكامل في روسيا ومحمية تحت مظلتها النووية.

وتسيطر القوات الروسية على 70 - 80% فقط من الأراضي الأوكرانية، وما زال نحو 10 آلاف ميل مربع تحت سيطرة كييف.

وذكرت "رويترز" أن مسؤولين اثنين مطلعين على مناقشات الكرملين أشارا إلى أن روسيا قد تكون مستعدة للانسحاب من جيوب أصغر من الأراضي، التي تسيطر عليها في منطقتي خاركيف وميكولايف في أوكرانيا، والواقعتين في الشمال والجنوب على التوالي.

وتشير هذه التنازلات المحتملة إلى مجالات المرونة في المفاوضات المستقبلية، على الرغم من المطالبات الإقليمية الأوسع نطاقًا لروسيا.

وقال بوتين في يونيو الماضي، إنه سيدرس وقف إطلاق النار أو تجميد الحرب في أوكرانيا إذا تخلت كييف عن آمالها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" وسحبت قواتها من المناطق الأوكرانية التي قالت روسيا إنها ضمتها.

وتسيطر موسكو على شبه جزيرة القرم، الواقعة إلى الجنوب من البر الرئيسي لأوكرانيا، منذ عام 2014، وأعلنت سبتمبر 2022، أنها ضمت منطقتي دونيتسك ولوجانسك المعروفتين مجتمعتين باسم دونباس، إضافة إلى منطقتي خيرسون وزابوريجيا في جنوب أوكرانيا.

شروط زيلينسكي

ورفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مقترحات ترامب وأصر على أن كييف بحاجة إلى الانضمام لـ"الناتو" في أقرب وقت ممكن، ورفض التنازل عن الأراضي لموسكو.

وقال زيلينسكي في قمة أوروبية خلال وقت سابق من الشهر الجاري: "أعتقد أن الرئيس ترامب يريد حقًا قرارًا سريعًا لإنهاء الصراع"، لكنه أضاف: "هذا لا يعني أن الأمر سيحدث بهذه الطريقة".

وأكد زيلينسكي أن عملية السلام يجب أن تكون عادلة ولا تخاطر بترك أوكرانيا عُرضة للخطر، متابعًا: "ترامب يريد إنهاء هذه الحرب"، معترفًا بأنه في حين يشترك الجميع في هذا الهدف، فإن القرار المتسرع "سيكون خسارة لأوكرانيا".

وحسب نيوزويك، يسلط هذا التحذير الضوء على مخاوف زيلينسكي من أن نهج ترامب قد يؤدي إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من شأنه أن يقوض سلامة أراضي أوكرانيا.

وأكد الرئيس الأوكراني إن أي حل مع روسيا لا ينبغي أن يوقف الأعمال العدائية فحسب، بل ينبغي أن يضمن نتيجة عادلة لكييف.

تم نسخ الرابط