السبب الحقيقي وراء ظهور الكلف الأسباب وطرق العلاج.. أشعة الشمس أم الشاشات؟

يعد الكلف من المشكلات الجلدية الشائعة التي تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، حيث يظهر على هيئة بقع داكنة غير منتظمة اللون على الوجه ومناطق أخرى من الجسم، ويكثر انتشاره بين النساء مقارنة بالرجال، ويعود السبب في ذلك إلى التغيرات الهرمونية التي تتعرض لها النساء خلال فترات الحمل أو نتيجة لاستخدام وسائل منع الحمل الهرمونية.

كما تلعب عوامل أخرى دورًا في ظهور الكلف، ومن بينها التعرض لأشعة الشمس، ولكن مع انتشار الأجهزة الرقمية وقضاء ساعات طويلة أمام الشاشات، بدأ البعض يتساءل عما إذا كان الضوء الأزرق الصادر من هذه الأجهزة قد يكون مسؤولًا عن ظهور الكلف أو تفاقمه.

ما هو الكلف وكيف يتكون؟

الكلف هو اضطراب جلدي يتميز بزيادة تصبغ الجلد، وينتج عن زيادة نشاط الخلايا المسؤولة عن إنتاج صبغة الميلانين، والتي تعطي الجلد لونه الطبيعي، وعندما يحدث فرط في إنتاج هذه الصبغة، تظهر بقع داكنة على الجلد، وتظهر هذه البقع بشكل خاص على الوجه، وخاصة في مناطق الجبهة، الخدين، الأنف، والذقن، وقد يظهر أيضًا على الرقبة والذراعين في بعض الحالات، ولا يسبب الكلف أي أعراض مزعجة مثل الحكة أو الألم، ولكنه قد يكون مصدر قلق تجميلي للكثير من الأشخاص الذين يسعون للتخلص منه أو تقليل وضوحه.

هل أشعة الشمس السبب الأساسي لظهور الكلف؟

التعرض لأشعة الشمس يعتبر من العوامل الأساسية التي تؤدي إلى ظهور الكلف، حيث تعمل الأشعة فوق البنفسجية على تحفيز الخلايا الصبغية لإنتاج المزيد من الميلانين، مما يؤدي إلى زيادة التصبغ وظهور البقع الداكنة، والأشخاص الذين يقضون فترات طويلة في الشمس دون استخدام واقي شمس مناسب يكونون أكثر عرضة للإصابة بالكلف أو تفاقمه إذا كان لديهم استعداد وراثي لهذه المشكلة.

لا تقتصر خطورة الأشعة فوق البنفسجية على الأيام المشمسة فقط، حيث يمكن أن تخترق السحب والنوافذ، مما يعني أن الجلد يمكن أن يتأثر حتى في الأيام الغائمة أو عند الجلوس بجوار نافذة تتعرض للشمس، ولهذا السبب يوصي أطباء الجلد باستخدام واقي الشمس يوميًا، حتى أثناء التواجد في المنزل، وذلك لحماية البشرة من التأثيرات الضارة للأشعة فوق البنفسجية.

هل الشاشات الرقمية مسؤولة عن ظهور الكلف؟

مع انتشار الأجهزة الرقمية في حياتنا اليومية، أصبح من الشائع قضاء ساعات طويلة أمام شاشات الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر والتلفزيون، وقد أظهرت بعض الأبحاث أن الضوء الأزرق الصادر من هذه الأجهزة قد يكون له تأثير على صحة الجلد، حيث يمكنه اختراق طبقاته العميقة ويسبب الإجهاد التأكسدي، مما قد يؤدي إلى زيادة إنتاج الميلانين في بعض الحالات.

على الرغم من أن تأثير الضوء الأزرق ليس بنفس قوة تأثير الأشعة فوق البنفسجية، إلا أن التعرض المطول له قد يساهم في تفاقم مشكلة الكلف لدى الأشخاص الذين يعانون منها بالفعل، وقد وجدت بعض الدراسات أن الضوء الأزرق يمكن أن يسبب زيادة في فرط التصبغ، خاصة لدى الأشخاص ذوي البشرة الداكنة، ولذلك بدأ البعض في استخدام واقيات شمس تحتوي على مكونات تحمي من تأثيرات الضوء الأزرق، بالإضافة إلى وضع فلاتر خاصة على الشاشات لتقليل التعرض لهذا النوع من الضوء.

عوامل أخرى تساهم في ظهور الكلف

إلى جانب التعرض للشمس والضوء الأزرق، هناك عوامل أخرى قد تساهم في ظهور الكلف، ومن أهمها:

1.التغيرات الهرمونية: تعد التغيرات الهرمونية أحد الأسباب الرئيسية لظهور الكلف، حيث تعاني النساء من زيادة التصبغ خلال فترة الحمل بسبب ارتفاع مستويات هرموني الاستروجين والبروجستيرون، كما أن استخدام حبوب منع الحمل الهرمونية يمكن أن يكون له تأثير مماثل

2.العوامل الوراثية: إذا كان أحد الوالدين يعاني من الكلف، فمن المرجح أن يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة به، مما يشير إلى وجود عامل وراثي يؤثر على نشاط الخلايا الصبغية

3.المستحضرات التجميلية: قد تؤدي بعض مستحضرات التجميل التي تحتوي على مواد مهيجة أو عطور قوية إلى تحفيز التهاب الجلد، مما يزيد من إنتاج الميلانين ويساهم في ظهور الكلف

4.التعرض للحرارة العالية: الحرارة الزائدة، سواء كانت ناتجة عن الطقس الحار أو عن مصادر أخرى مثل البخار أثناء الطهي، يمكن أن تسبب تمدد الأوعية الدموية وزيادة تصبغ الجلد، مما قد يؤدي إلى تفاقم الكلف.

كيف يمكن الوقاية من الكلف؟

نظرًا لأن الكلف يمكن أن يكون ناتجًا عن مجموعة من العوامل المختلفة، فإن الوقاية منه تتطلب اتباع عدة إجراءات لحماية البشرة والتقليل من فرص الإصابة به، ومن أهم هذه الإجراءات:

1.استخدام واقي الشمس يوميًا: يعتبر واقي الشمس الذي يحتوي على عامل حماية عالٍ (SPF 30 أو أكثر) من أهم الخطوات للوقاية من الكلف، حيث يعمل على حماية البشرة من تأثير الأشعة فوق البنفسجية والضوء الأزرق

2.تجنب التعرض المباشر للشمس: يفضل تقليل التعرض لأشعة الشمس، خاصة خلال ساعات الذروة، وارتداء قبعات واسعة الحواف ونظارات شمسية لحماية البشرة

3.استخدام مستحضرات العناية بالبشرة المناسبة: اختيار منتجات تحتوي على مضادات الأكسدة مثل فيتامين سي والنياسيناميد وحمض الأزيليك يمكن أن يساعد في تقليل التصبغات وتحسين مظهر البشرة

4.تجنب استخدام مستحضرات التجميل المهيجة: من الأفضل استخدام مستحضرات خالية من العطور والمواد الكيميائية القاسية التي قد تسبب التهاب الجلد وتفاقم الكلف

5.التحكم في التغيرات الهرمونية: في حالة كان الكلف مرتبطًا باستخدام وسائل منع الحمل الهرمونية، يمكن استشارة الطبيب للبحث عن بدائل أخرى أقل تأثيرًا على تصبغ الجلد

العلاجات المتاحة للكلف

على الرغم من أن الكلف قد يكون من الحالات التي يصعب علاجها، إلا أن هناك العديد من الخيارات العلاجية التي يمكن أن تساعد في تقليل تصبغ الجلد، ومن بينها:

استخدام الكريمات الموضعية: تحتوي بعض الكريمات على مواد مثل الهيدروكينون والتريتينوين والكورتيكوستيرويدات التي تساعد في تفتيح البقع الداكنة

العلاج بالليزر: يمكن أن يكون الليزر خيارًا فعالًا لبعض الحالات، حيث يعمل على تفتيت التصبغات وتحفيز تجديد الجلد، ولكنه قد لا يكون مناسبًا لجميع الأشخاص

التقشير الكيميائي: يساعد التقشير الكيميائي في إزالة الطبقة السطحية من الجلد، مما يساهم في تحسين مظهر الكلف وتقليل وضوحه

بينما تُعتبر أشعة الشمس أحد الأسباب الرئيسية لظهور الكلف، فإن التعرض المطول للضوء الأزرق قد يكون له تأثير في تفاقم المشكلة، ولذلك يُنصح باتباع إجراءات وقائية مثل استخدام واقي الشمس وتجنب التعرض المفرط للشاشات، كما أن العناية بالبشرة واللجوء إلى العلاجات المناسبة يمكن أن يساعد في تقليل التصبغات والحفاظ على بشرة صحية ومتجانسة.