الثلاثاء 26 أغسطس 2025 الموافق 03 ربيع الأول 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

تصعيد غير مسبوق.. أستراليا تطرد السفير الإيراني وتعلق سفارتها في طهران

القارئ نيوز

في خطوة وُصفت بأنها غير مسبوقة منذ عقود، أعلنت حكومة أستراليا، اليوم الثلاثاء، طرد السفير الإيراني من كانبيرا، مع إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية، وذلك بعد اتهامها لطهران بالضلوع في هجمات استهدفت الجالية اليهودية داخل البلاد.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز إن أجهزة الاستخبارات الوطنية جمعت معلومات وصفت بـ«الموثوقة» تؤكد تورط طهران في عمليتين خطيرتين استهدفتا منشآت يهودية في سيدني وملبورن. 

واعتبر أن ما جرى يمثل اعتداء مباشر على سيادة الدولة الأسترالية ومحاولة لزعزعة تماسك مجتمعها.

تفاصيل الاتهامات الموجهة لطهران

أوضح ألبانيز أن وكالة الاستخبارات الأمنية الأسترالية «أسيو» تمكنت من جمع بيانات استخباراتية حساسة قادت إلى «استنتاج مقلق للغاية» مفاده أن إيران دبرت هجومين على الأقل داخل البلاد.

وأضاف رئيس الوزراء: «سعت إيران لإخفاء تورطها، لكن استخباراتنا تقدر أنها كانت وراء الهجمات على مطعم «لويس كونتيننتال كيتشن» في سيدني في 20 أكتوبر من العام الماضي، وكنيس «عداس إسرائيل» في ملبورن في أكتوبر الماضي»، مشيرا إلى أن طهران قد تكون ضالعة أيضاً في هجمات أخرى لاحقة.

وأكد أن «هذه الأعمال العدوانية لم تكن مجرد أحداث جنائية، بل كانت محاولات لتقويض التماسك الاجتماعي وزرع الفتنة بين مكونات المجتمع الأسترالي».

خطوة غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية

من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ إن قرار طرد السفير الإيراني «غير مسبوق»، موضحة أنه «يعد المرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية التي تتخذ فيها أستراليا مثل هذا الإجراء بحق ممثل دبلوماسي لدولة أجنبية».

وأكدت وونغ أن الحكومة الأسترالية قررت كذلك تعليق عمل سفارتها في طهران، ونقل جميع الدبلوماسيين الأستراليين إلى دولة ثالثة، في إشارة إلى تدهور العلاقات الثنائية بشكل غير مسبوق.

إدراج الحرس الثوري على قائمة الإرهاب

إلى جانب طرد السفير، كشفت الحكومة الأسترالية أنها بصدد إصدار تشريع رسمي لإدراج الحرس الثوري الإيراني ضمن قائمة المنظمات الإرهابية.

وذكر ألبانيز أن «إدراج الحرس الثوري خطوة ضرورية لقطع الطريق أمام أي محاولات جديدة للتأثير على الأمن القومي الأسترالي»، مشدداً على أن «بلاده لن تسمح بوجود أنشطة عدائية لدولة أجنبية تستهدف الجاليات الدينية أو تقوض السلم الأهلي».

ويأتي هذا القرار ليتماشى مع خطوات مشابهة اتخذتها الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية في السنوات الأخيرة ضد الحرس الثوري الإيراني.

مخاوف على الجالية اليهودية

الهجمات التي أشارت إليها الحكومة الأسترالية كانت قد أثارت قلق بالغ داخل الجالية اليهودية في سيدني وملبورن.

 فقد استهدف أحدها مطعم يهودي شهير، فيما تعرض كنيس «عداس إسرائيل» لأضرار كبيرة بعد محاولة اقتحامه.

الجالية اليهودية رحبت سريعا بالقرارات الأسترالية، معتبرة أنها «ترسل رسالة واضحة بأن استهداف الأقليات الدينية لن يمر دون عقاب».

وقال متحدث باسم المجلس اليهودي الأسترالي: «لقد شعرنا بالخوف والقلق بعد تلك الهجمات، لكننا اليوم نلمس أن الحكومة جادة في حمايتنا ومنع أي تدخل خارجي يستهدفنا».

تداعيات دبلوماسية متوقعة

يرى محللون أن هذه الخطوة ستؤدي إلى توتر غير مسبوق في العلاقات بين كانبيرا وطهران، وقد تفتح الباب أمام إجراءات انتقامية من الجانب الإيراني، مثل تقليص التمثيل الدبلوماسي أو تعليق التعاون الاقتصادي.

وقال خبير العلاقات الدولية في جامعة سيدني الدكتور مايكل هاربر إن «تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية سيضع قيوداً صارمة على أي تعامل اقتصادي أو تجاري مع إيران، وسيؤثر كذلك على علاقات أستراليا مع بعض شركائها في المنطقة».

وأضاف أن «هذا القرار ينسجم مع سياسة أستراليا في تعزيز تحالفها مع الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، لكنه سيجعلها في مواجهة مباشرة مع طهران».

إيران في موقف حرج

حتى اللحظة، لم يصدر رد رسمي من طهران على القرارات الأسترالية، غير أن مراقبين يتوقعون أن تعتبر إيران الخطوة «استفزاز» و«تدخل مباشر» في شؤونها، وقد تلجأ لخطاب تصعيدي ضد كانبيرا.

ويؤكد خبراء أن إيران تجد نفسها حالياً في موقع صعب، إذ تواجه عزلة دولية متزايدة، خاصة بعد سلسلة من الاتهامات الغربية بشأن دورها في دعم هجمات بالوكالة أو أنشطة استخباراتية معادية في الخارج.

أبعاد أمنية داخلية

من الناحية الأمنية الداخلية، شددت السلطات الأسترالية على أنها ستكثف الإجراءات الأمنية حول المنشآت الدينية وأماكن العبادة، خصوصاً المعابد اليهودية، لمنع أي محاولات استهداف جديدة.

وقال ألبانيز: «لن نتهاون في حماية كل مواطن يعيش على أرضنا، هذه مسؤولية الدولة، ورسالتنا واضحة: أستراليا ليست ساحة لتصفية حسابات دولية».

وبهذه القرارات، تكون أستراليا قد دخلت مرحلة جديدة من التعامل مع إيران، مرحلة عنوانها الحزم ورفض أي تدخل خارجي يهدد أمنها الداخلي أو وحدة مجتمعها. 

طرد السفير الإيراني، وإدراج الحرس الثوري على قائمة الإرهاب، وتعليق عمل السفارة في طهران، كلها خطوات تؤكد أن كانبيرا اختارت المواجهة الصريحة مع ما تعتبره «أعمال عدوانية خطيرة».

تم نسخ الرابط