مضيفة طيران بالخطوط الجوية الأمريكية ترتدي شارة علم فلسطين وتثير جدلا واسعا

الأربعاء 27/أغسطس/2025 - 12:37 م

أثار مقطع مصور انتشر على منصات التواصل الاجتماعي لمضيفة طيران في شركة أمريكان إيرلاينز وهي ترتدي شارة صغيرة تحمل علم فلسطين على زيها الرسمي، حالة واسعة من الجدل بين مؤيدين ومعارضين.

بداية الواقعة وتفاصيل الفيديو

المقطع الذي وثقه أحد الركاب خلال رحلة من مدينة آسبن إلى دالاس، أظهر المضيفة وهي تؤدي عملها المعتاد داخل الطائرة بينما ترتدي الشارة على زيها الرسمي.

ولم يمر الأمر مرور الكرام، حيث سارع الركاب إلى التقاط الصور والفيديوهات، التي ما لبثت أن انتشرت عبر الإنترنت، لتصبح مثار نقاش في وسائل الإعلام الأمريكية والعبرية، ومن بينها صحيفة يديعوت أحرونوت التي نقلت تفاصيل الجدل.

قواعد الشركة وحظر الرموز السياسية

الخلاف ارتبط بشكل رئيسي بلوائح شركة أمريكان إيرلاينز، التي تنص على السماح لأفراد الطاقم بارتداء ما يصل إلى ثلاث شارات صغيرة لا يتجاوز حجمها بوصة واحدة، بشرط أن تمثل الشركة، أو نقابة عمالية معترف بها، أو جهة رسمية.

وتشمل القائمة المعتمدة شارات العلم الأمريكي، رموز الديانات الثلاث، وشارة قوس قزح. لكن القواعد في الوقت ذاته تحظر بشكل واضح ارتداء الشارات ذات الطابع السياسي، وهو ما جعل شارة علم فلسطين محل جدل حول كونها مخالفة للائحة.

منظمة أمريكية تدخل على الخط

انتشار المقطع لفت أيضا انتباه منظمة StopAntisemitism الأمريكية، المعروفة برصدها لما تصفه بمظاهر العداء للسامية.

وقد أعادت المنظمة نشر الفيديو على حساباتها الرسمية، ووجهت انتقادات للمضيفة، معتبرة ما فعلته تصرف سياسي غير مناسب، وربطت الحادثة بتاريخ بعض التنظيمات الفلسطينية التي نفذت عمليات خطف طائرات أمريكية في السبعينيات، من بينها رحلات تابعة لشركة TWA التي اندمجت لاحقًا مع أمريكان إيرلاينز.

تفاعل جماهيري منقسم

على مواقع التواصل الاجتماعي، انقسمت التعليقات بين تيار واسع هاجم تصرف المضيفة باعتباره خروج عن الحياد المهني، وتعبير سياسي في غير موضعه، خاصة وأنها تقدم خدمة لركاب من خلفيات متعددة.

في المقابل، اعتبر آخرون أن ما قامت به المضيفة موقف إنساني شجاع، ورسالة تضامن مع الشعب الفلسطيني في ظل ما يتعرض له من معاناة.

وبينما وصف المنتقدون الشارة بأنها استفزازية وتحمل رسائل سياسية حساسة، رأى المؤيدون أن الهجوم على المضيفة يعكس نزعة عنصرية ومحاولة لإسكات الأصوات المؤيدة للفلسطينيين.

خلفيات تزيد حساسية الموقف

الجدل حول شارة العلم الفلسطيني ارتبط أيضًا بالخلفية السياسية المستمرة منذ هجوم السابع من أكتوبر الماضي، وما تلاه من تصاعد التوتر بين مؤيدي إسرائيل والداعمين لفلسطين داخل الولايات المتحدة.

وقد أدى هذا المناخ المشحون إلى تضخيم أي تصرف رمزي من هذا النوع، سواء كان تعبيرًا عن موقف إنساني أو سياسي.

سوابق مماثلة في أمريكان إيرلاينز ودلتا

هذه الحادثة لم تكن الأولى داخل شركة أمريكان إيرلاينز، فقبل أشهر قليلة، وقعت مواجهة حادة بين راكب يهودي ومضيفة كانت ترتدي شارة على شكل بطيخة، وهو رمز شائع بين المتضامنين مع القضية الفلسطينية، وقد انتهى الخلاف آنذاك بتدخل الشرطة بعد هبوط الطائرة.

وفي شركة دلتا للطيران، أدت شكاوى متكررة من ركاب بشأن ارتداء بعض أفراد الطاقم لشارات سياسية من بينها شارات تحمل علم فلسطين إلى قيام الإدارة بتشديد قواعد اللباس بهدف الحفاظ على الحياد والحد من الصدامات داخل الطائرات.

الموقف الرسمي المرتقب

حتى اللحظة لم تصدر شركة أمريكان إيرلاينز بيان رسمي حول الحادثة الجديدة، وسط توقعات بأن تفتح الإدارة تحقيق داخلي للوقوف على مدى مخالفة المضيفة للوائح.

ويرى مراقبون أن الشركة ستكون مضطرة للموازنة بين الالتزام بالقوانين الداخلية وحساسية القضية التي تحمل أبعاد سياسية وإنسانية معقدة.

جدل متواصل بين المهنية والتعبير الشخصي

القضية أثارت نقاش أوسع داخل الأوساط الأمريكية حول حدود حرية التعبير للعاملين في شركات الخدمات، خصوصا في مجالات حساسة مثل الطيران، حيث يتطلب الأمر حيادًا كامل لتجنب أي توترات بين الركاب.

وبينما يؤكد معارضو تصرف المضيفة على ضرورة الالتزام الصارم بلوائح الشركة، يتمسك المدافعون عنها بحق الفرد في التعبير الرمزي عن قضايا إنسانية، حتى وإن كانت تحمل طابع سياسي.

ترندات