دراسة تكشف: اللانشون والسجق والبسطرمة ترتبط بخطر الإصابة بالزهايمر والخرف
في الآونة الأخيرة، أصبحت أمراض الزهايمر والخرف مصدر قلق متزايد في العالم، مع تزايد أعداد المصابين بها خاصة بين كبار السن، من بين العوامل التي تم ربطها بزيادة خطر الإصابة بهذه الأمراض، ظهرت دراسة جديدة تكشف عن تأثير بعض الأطعمة الشائعة التي نتناولها يوميًا، مثل اللانشون، السجق، والبسطرمة.
هذه الأطعمة التي قد تبدو غير ضارة وتعتبر جزءًا من الوجبات اليومية لدى الكثيرين، قد تكون مسؤولة عن تفاقم مخاطر الإصابة بالزهايمر والخرف، وفقًا للباحثين الذين قاموا بالدراسة.
الأطعمة المعالجة ودورها في تطور الزهايمر والخرف
تعتبر الأطعمة المعالجة مثل اللانشون، السجق، والبسطرمة من الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من المواد الحافظة، الأملاح، والدهون المشبعة، هذه المكونات، بالإضافة إلى النترات التي تستخدم للحفاظ على لون اللحوم، قد يكون لها تأثير سلبي على الصحة العامة، بما في ذلك الصحة الدماغية، وفقًا للدراسة، تلعب هذه الأطعمة دورًا محوريًا في زيادة خطر الإصابة بالزهايمر والخرف من خلال مجموعة من الآليات التي تؤثر سلبًا على وظائف الدماغ.
النترات والأملاح: الخطر الخفي
أحد المكونات الرئيسية في اللانشون والسجق والبسطرمة هو النترات، تستخدم النترات في معالجة اللحوم للحفاظ عليها ومنع نمو البكتيريا، ولكن الدراسات أظهرت أن هذه المواد الكيميائية قد تتحول إلى نيتريت في الجسم، وهو مركب ضار يمكن أن يؤثر على الدماغ، النيتريت يمكن أن يتسبب في أكسدة خلايا الدماغ، مما يؤدي إلى تلفها وتفاقم أمراض مثل الزهايمر.
الأملاح الزائدة الموجودة في هذه الأطعمة تعد عاملًا آخر يساهم في تفاقم الخرف، تناول كميات كبيرة من الأملاح يمكن أن يرفع ضغط الدم، وهو أحد العوامل التي تساهم في تلف الأوعية الدموية في الدماغ، مما يعرقل تدفق الدم إلى الخلايا العصبية، هذا الانخفاض في تدفق الدم يمكن أن يؤدي إلى تلف الخلايا الدماغية وزيادة خطر الإصابة بالخرف والزهايمر.
الدهون المشبعة وتأثيرها على صحة الدماغ
تحتوي الأطعمة مثل اللانشون والسجق والبسطرمة على كميات كبيرة من الدهون المشبعة، التي تؤثر سلبًا على صحة القلب والأوعية الدموية، الدهون المشبعة يمكن أن تسهم في انسداد الشرايين، مما يقلل من تدفق الدم إلى الدماغ، هذا الانخفاض في الإمداد الدموي يمكن أن يؤثر بشكل كبير على القدرة العقلية ويسهم في ظهور أعراض مثل النسيان وفقدان التركيز، وهي علامات مبكرة لمرض الزهايمر.
إضافة إلى ذلك، أظهرت بعض الدراسات أن زيادة استهلاك الدهون المشبعة يمكن أن تؤدي إلى التهابات في الدماغ، والتي تلعب دورًا كبيرًا في تطور الأمراض العصبية مثل الزهايمر.
الارتباط بين النظام الغذائي وصحة الدماغ
الدراسة التي تناولت تأثير اللانشون والسجق والبسطرمة على الصحة الدماغية تشير إلى أهمية النظام الغذائي في الوقاية من الأمراض العصبية، العوامل الغذائية لها تأثير قوي في تقوية أو ضعف وظائف الدماغ، وعلى الرغم من أن الأبحاث لا تزال جارية، فإن الارتباط بين استهلاك الأطعمة المصنعة وظهور الخرف أصبح أكثر وضوحًا.
وقد أظهرت بعض الدراسات السابقة أن اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة الطبيعية مثل الخضروات والفواكه والبروتينات الصحية، إلى جانب تناول الدهون الصحية مثل تلك الموجودة في الأسماك والمكسرات، يمكن أن يساعد في الحفاظ على صحة الدماغ ويقلل من خطر الإصابة بالخرف والزهايمر.
الحاجة إلى الوعي والتحكم في النظام الغذائي
من المهم أن يكون الأفراد على دراية بمخاطر تناول الأطعمة المعالجة بشكل مفرط، وبالنظر إلى أن الزهايمر والخرف يؤثران بشكل كبير على نوعية الحياة، فإن اتخاذ قرارات غذائية صحية قد يكون خطوة هامة في الوقاية من هذه الأمراض.
إلى جانب تجنب تناول اللحوم المعالجة بشكل مفرط، يُنصح بتقليل استهلاك الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة، الأملاح، والنترات، يمكن استبدال هذه الأطعمة بخيارات صحية مثل اللحوم الطازجة، الأسماك، الحبوب الكاملة، والخضروات الطازجة، هذا التغيير في النظام الغذائي لا يساعد فقط في تحسين الصحة العامة، ولكن يمكن أن يساهم في تقليل مخاطر الأمراض العصبية.
دور النشاط البدني والعقلي في الوقاية
لا تقتصر الوقاية من الزهايمر والخرف على تحسين النظام الغذائي فقط، بل يتطلب أيضًا ممارسة النشاط البدني والعقلي بشكل منتظم، التمارين الرياضية يمكن أن تساعد في تحسين تدفق الدم إلى الدماغ وتعزز من صحة الأوعية الدموية، في نفس الوقت، تحفيز الدماغ من خلال الأنشطة العقلية مثل القراءة، حل الألغاز، أو تعلم مهارات جديدة يمكن أن يحسن من القدرة على التفكير ويؤخر من ظهور أعراض الخرف.
تشير الدراسات الحديثة إلى أن تناول الأطعمة المعالجة مثل اللانشون والسجق والبسطرمة قد يزيد من خطر الإصابة بالزهايمر والخرف، النترات، الأملاح، والدهون المشبعة في هذه الأطعمة يمكن أن تضر بصحة الدماغ وتساهم في تطور الأمراض العصبية، من أجل الحفاظ على صحة الدماغ، يجب تناول نظام غذائي متوازن يحتوي على الأطعمة الطبيعية الصحية، مع ممارسة النشاط البدني والعقلي بشكل منتظم، بالتالي يمكن تقليل خطر الإصابة بالزهايمر والخرف وتحسين نوعية الحياة مع تقدم العمر.