كيف تتخلص من الدهون العنيدة؟.. خبير تغذية يكشف خطة غذائية لحرق الدهون

الدهون من أكثر المشكلات التي تؤرق الكثيرين في مسيرتهم نحو نمط حياة صحي ومتوازن، سواء كانت دهون البطن أو الأرداف أو مناطق أخرى، فإن التخلّص منها لا يتم فقط من خلال تقليل الطعام أو ممارسة الرياضة بشكل عشوائي، بل يتطلب الأمر خطة غذائية دقيقة ونمط حياة شامل كما يشير خبير التغذية الدكتور أحمد السعيد عن خطوات علمية ومتكاملة لحرق الدهون العنيدة بطريقة ذكية وفعالة.
الدهون العنيدة ولماذا يصعب التخلص منها؟
تُعد الدهون العنيدة من أكثر أنواع الدهون مقاومة لأي محاولة لإنقاص الوزن، والسبب في ذلك كما يوضح الدكتور السعيد يرجع إلى طبيعة توزيع الدهون في الجسم واختلاف نسبة المستقبلات الهرمونية بين المناطق، فمثلًا الدهون المتراكمة في منطقة البطن قد تستجيب ببطء لأنواع محددة من التمارين، بينما دهون الأرداف تحتاج إلى تحفيز مختلف يعتمد على النشاط الهرموني، وهنا تأتي أهمية إدراك أن كل منطقة تحتاج لاستراتيجية خاصة للتعامل معها دون الاعتماد على أساليب عامة أو تقليدية.
النظام الغذائي الذكي لحرق الدهون
يؤكد الدكتور السعيد أن النظام الغذائي هو حجر الأساس في حرق الدهون وليس مجرد عنصر مساعد، موضحًا أن كثيرًا من الناس يتجهون إلى تقليل السعرات الحرارية بشكل حاد وهو ما يؤدي إلى نتائج عكسية، فالجسم حينها يدخل في حالة “توفير الطاقة” ويبدأ في الاحتفاظ بالدهون بدلًا من حرقها، ولذلك ينصح الخبير بوضع خطة غذائية تتضمن التوازن بين البروتينات والكربوهيدرات والدهون الصحية، مع ضرورة تناول خمس وجبات صغيرة يوميًا بدلاً من ثلاث وجبات كبيرة لتسريع عملية الأيض وزيادة حرق الدهون بشكل مستمر.
الدهون الصحية ودورها في التخلص من الدهون الضارة
من المفارقات التي يتحدث عنها الدكتور السعيد أن تناول الدهون يمكن أن يساعد في حرق الدهون، ويقصد بذلك الدهون الصحية مثل الموجودة في زيت الزيتون والأفوكادو والمكسرات، إذ تعمل هذه الدهون على تنظيم مستويات الهرمونات وتحفيز الجسم على استخدام الدهون المخزّنة كمصدر للطاقة، ويشدد الخبير على ضرورة عدم الامتناع الكامل عن الدهون، لأن الجسم يحتاجها لإنتاج بعض الهرمونات الضرورية ولحماية الأعضاء الداخلية، كما أن غياب الدهون من النظام الغذائي يؤدي إلى بطء عملية التمثيل الغذائي وتراكم الدهون الضارة بدلًا من التخلص منها.
أهمية النوم وإدارة التوتر في معادلة حرق الدهون
لا تكتمل خطة التخلص من الدهون بدون الحديث عن النوم والتوتر، حيث يوضح الدكتور السعيد أن قلة النوم تؤثر سلبًا على هرمونات الجوع مثل “الجريلين” و”اللبتين”، مما يدفع الشخص لتناول كميات أكبر من الطعام الغني بالسعرات الحرارية، كما أن التوتر المزمن يؤدي إلى إفراز الكورتيزول الذي يساهم في تخزين الدهون خاصة في منطقة البطن، لذلك يوصي الخبير بضرورة الحصول على سبع إلى ثماني ساعات من النوم الليلي الجيد، بالإضافة إلى ممارسة تمارين التأمل والتنفس العميق لتقليل مستويات التوتر وتعزيز قدرة الجسم على التخلص من الدهون.
التمارين الذكية لحرق الدهون العنيدة
يشير الدكتور السعيد إلى أن ممارسة التمارين الهوائية فقط قد لا تكون كافية لحرق الدهون العنيدة، بل يجب الدمج بين تمارين المقاومة وتمارين الكارديو، حيث تساعد تمارين القوة في بناء الكتلة العضلية التي تستهلك سعرات حرارية أكبر حتى في أوقات الراحة، بينما تعمل التمارين القلبية مثل الجري وركوب الدراجة على تسريع نبض القلب وتحفيز عملية الحرق، وينصح بأن تكون التمارين متنوعة من حيث الشدة والمدة والمحتوى لتجنب تعوّد الجسم وبالتالي ثبات الوزن والدهون.
شرب الماء ودوره في تسريع التخلص من الدهون
يشدد الدكتور السعيد على أن شرب الماء عنصر لا يُستهان به في خطة حرق الدهون، فالماء يعمل على تسريع عملية الأيض والمساعدة في طرد السموم الناتجة عن تفكيك الخلايا الدهنية، كما أن شرب كوب من الماء قبل كل وجبة يُقلل من كمية الطعام المستهلكة، وينصح الخبير بتناول ما لا يقل عن 2.5 لتر يوميًا، مع زيادة الكمية في أيام التمارين الرياضية أو خلال فصل الصيف.
هل هناك أعشاب أو مكملات تساعد في حرق الدهون؟
يوضح الدكتور السعيد أن بعض الأعشاب مثل الشاي الأخضر والقرفة والزنجبيل يمكن أن تساهم في رفع حرارة الجسم وزيادة معدل الحرق، ولكنها لا تمثل حلاً سحريًا في التخلص من الدهون، كما يحذر من المكملات المجهولة المصدر التي تدّعي حرق الدهون بسرعة، مشيرًا إلى أن استخدامها دون إشراف طبي قد يؤدي إلى نتائج خطيرة على القلب والكبد، لذا يجب الاعتماد أولًا على النظام الغذائي والنشاط البدني والنوم الكافي، ثم النظر في أي دعم إضافي بموافقة الطبيب المختص.
التخلّص من الدهون العنيدة ليس مهمة مستحيلة كما يتصوّر البعض، لكنه يتطلب وعيًا بأهمية العوامل المتكاملة من تغذية سليمة وتمارين مدروسة ونوم جيد وتوازن نفسي، ويؤكد الدكتور السعيد أن الخطوات البسيطة لكنها المتواصلة تحقق نتائج مذهلة على المدى البعيد، وأن النجاح في خفض نسبة الدهون لا يُقاس بالوزن فقط، بل بشكل الجسم ونشاطه وحيويته.