نصائح مهمة يجب معرفتها قبل بدء نظام غذائي منخفض الدهون

يتجه كثير من الأشخاص في الآونة الأخيرة إلى اعتماد أنظمة غذائية منخفضة الدهون كوسيلة فعالة لتحسين الصحة العامة أو إنقاص الوزن أو تقليل مستويات الكوليسترول في الدم، ومع أن تقليل الدهون في النظام الغذائي قد يبدو للوهلة الأولى خيارًا بسيطًا ومباشرًا، إلا أن هناك العديد من المفاهيم المغلوطة والعوامل المهمة التي يجب وضعها في الاعتبار قبل اتخاذ هذه الخطوة.
ومن هنا يطرح القارئ نيوز السؤال: ما الذي يجب معرفته قبل البدء بنظام غذائي منخفض الدهون لضمان تحقيق النتائج المرجوة دون التأثير السلبي على صحة الجسم؟.
فهم وظيفة الدهون في الجسم قبل تقليلها
من أولى الخطوات التي ينبغي القيام بها هي فهم الدور الحيوي الذي تلعبه الدهون في الجسم، فالدهون ليست مجرد مكون غذائي يجب تجنبه، بل هي عنصر أساسي في العديد من الوظائف الحيوية مثل إنتاج الهرمونات، امتصاص الفيتامينات التي تذوب في الدهون مثل A وD وE وK، حماية الأعضاء الداخلية، وتنظيم حرارة الجسم، وبالتالي فإن التخلص الكامل من الدهون أو تقليلها بشكل مفرط قد يؤدي إلى اضطرابات صحية ومضاعفات تظهر مع مرور الوقت، خاصة إذا لم يُراعَ التوازن في أنواع الدهون المتناولة.
التمييز بين الدهون الصحية والدهون الضارة
قبل الشروع في تقليل الدهون ضمن النظام الغذائي، يجب التفرقة بين الدهون غير الصحية التي ينبغي الحد منها، والدهون الصحية التي لا بد من الحفاظ عليها، فالدهون المشبعة والمتحولة مثل تلك الموجودة في الوجبات السريعة والمخبوزات الصناعية والمقليات بالزيوت المهدرجة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع الكوليسترول، بينما تُعتبر الدهون غير المشبعة مثل الأوميغا 3 والأوميغا 6 والموجودة في الأسماك الدهنية والمكسرات وزيت الزيتون وزيت الكانولا ضرورية لصحة القلب والدماغ، ومن المهم أن يشمل النظام الغذائي هذه الأنواع المفيدة ضمن الحدود الموصى بها.
احذر من الوقوع في فخ الأطعمة “قليلة الدسم”
عند محاولة تقليل الدهون في النظام الغذائي، يميل البعض إلى اختيار المنتجات التي يُكتب عليها “قليل الدسم” أو “خالي من الدهون”، لكن كثيرًا من هذه المنتجات تعوّض نقص الدهون بإضافة كميات كبيرة من السكر أو المواد المضافة لتحسين المذاق، وهو ما قد يؤدي إلى نتائج عكسية سواء من حيث زيادة الوزن أو اضطراب مستويات السكر في الدم، لذا يجب قراءة الملصقات الغذائية بعناية وعدم الاعتماد على العبارات التسويقية فقط في تحديد جودة الطعام.
تجنب الإقصاء الكامل للدهون من الوجبات
أحد أكثر الأخطاء شيوعًا في الأنظمة منخفضة الدهون هو التوقف التام عن تناول أي مصدر دهني، وهذا تصرف قد يسبب نقصًا في الفيتامينات الضرورية كما ذكر سابقًا، ويؤثر على امتصاص العناصر الغذائية، كما أنه يجعل الشعور بالشبع أقل دوامًا، مما يؤدي إلى تناول كميات أكبر من الطعام على مدار اليوم، ولذلك فإن وجود مصادر معتدلة من الدهون الصحية في كل وجبة يعتبر عنصرًا مهمًا للحفاظ على التوازن الغذائي والشعور بالشبع لفترة أطول.
التركيز على المصادر الطبيعية للطاقة والبروتين
عند تقليل الدهون، يصبح من الضروري الاعتماد بشكل أكبر على الكربوهيدرات المعقدة والبروتينات الخالية من الدهون لتعويض الطاقة وتعزيز الشعور بالشبع، مثل الشوفان، الأرز البني، البقوليات، الدجاج منزوع الجلد، والسمك المشوي، فهذه الأطعمة تضمن استمرار مستوى الطاقة دون اللجوء إلى الدهون الزائدة، وتدعم عملية الأيض وتحافظ على الكتلة العضلية.
ضرورة المتابعة مع أخصائي تغذية
كل جسم يختلف عن الآخر من حيث احتياجاته واستجابته لتغيرات النظام الغذائي، ولهذا يُنصح دائمًا باستشارة أخصائي تغذية قبل البدء بأي حمية منخفضة الدهون، حيث يساعد المتخصص في تحديد نسبة الدهون المناسبة وفقًا لعمر الشخص، مستوى نشاطه، حالته الصحية، وأهدافه من النظام، كما أنه يمكن أن يوجّه الشخص لاختيار بدائل غذائية صحية تحافظ على التنوع والتوازن في النظام الغذائي.
مراقبة الإشارات التي يرسلها الجسم
أثناء تطبيق النظام الغذائي منخفض الدهون، يجب الانتباه إلى الإشارات التي يصدرها الجسم، مثل الشعور الدائم بالتعب أو صعوبة التركيز أو جفاف البشرة أو تساقط الشعر، فهذه الأعراض قد تشير إلى نقص في الدهون أو الفيتامينات المرتبطة بها، وفي هذه الحالة ينبغي إعادة النظر في محتوى النظام وتعديل مكوناته بشكل مدروس.
التوازن هو الأساس
رغم أن خفض الدهون قد يكون وسيلة فعالة لتحسين مؤشرات الصحة، إلا أن المبالغة في تقليلها قد ينتج عنها آثار سلبية تفوق الفوائد المرجوة، ولذلك فإن التوازن في النظام الغذائي هو الأساس، ويُفضل أن يشمل النظام كميات محسوبة من الدهون الصحية مع التركيز على جودة المصادر وليس فقط الكمية، مع إدخال أطعمة غنية بالألياف، البروتين، الفيتامينات، والمعادن لضمان نظام غذائي شامل ومتكامل.
النظام الغذائي منخفض الدهون قد يكون خطوة ذكية نحو نمط حياة صحي إذا طُبّق بطريقة مدروسة وبعيدة عن الإفراط أو التسرع، فالمعرفة المسبقة بالنقاط الجوهرية التي تم عرضها في هذا المقال تتيح للشخص أن يتخذ قرارات غذائية أكثر وعيًا وتوازنًا، وتقلل من احتمالية الوقوع في أخطاء قد تؤثر سلبًا على الصحة، ومع الالتزام بالإرشادات الصحية والمتابعة المستمرة، يمكن لهذا النظام أن يحقق نتائج فعالة ومستدامة على مستوى الصحة والوزن والحيوية العامة.