هجمات إسرائيلية متزامنة تضرب العاصمة والجنوب اللبناني
تمر الدولة اللبنانية بمرحلة حاسمة ومليئة بالتحديات، حيث تواجه عدوانًا إسرائيليًا شاملاً وغير مسبوق.
الهجمات التي يشنها جيش الاحتلال لم تقتصر على منطقة واحدة، بل امتدت إلى الضاحية الجنوبية ووسط العاصمة بيروت، بالتزامن مع تصعيد واسع النطاق في الجنوب اللبناني، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني والإنساني في البلاد.
غارة جوية فى قلب بيروت
استهدفت غارة جوية إسرائيلية مبنى سكنيًا في منطقة النويري، وسط العاصمة بيروت. أدى هذا الهجوم المروع إلى استشهاد ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة 16 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، بحسب الحصيلة الأولية التي أعلنتها وزارة الصحة اللبنانية.
بينما تواصل فرق الإنقاذ عملها الدؤوب لرفع الأنقاض والبحث عن ناجين وسط الدمار الكبير.
الغارة كانت التاسعة من نوعها منذ بداية هذا العدوان الشامل، الذي يخلف وراءه المزيد من الخسائر البشرية والمادية.
عدوان على الضاحية الجنوبية
لم يكن وسط بيروت وحده مسرحًا للدمار، فقد تعرضت الضاحية الجنوبية لهجوم عنيف شنته طائرات الاحتلال الإسرائيلي.
في غضون دقيقتين فقط، تم استهداف أكثر من 20 مبنى ومنطقة، مما أدى إلى اندلاع حرائق هائلة.
تصاعدت ألسنة اللهب وأعمدة الدخان بشكل مخيف، محولة الضاحية إلى مشهد أشبه بجحيم مشتعل.
كما ان السكان يعانون في ظل انعدام الأمن، حيث تستمر الانفجارات والحرائق في تهديد حياة المدنيين.
التصعيد يمتد إلى الناقورة فى الجنوب
في الجنوب اللبناني، وتحديدًا في بلدة الناقورة، صعد جيش الاحتلال من عدوانه، موجّهًا تحذيرات للسكان بضرورة مغادرة المنطقة، واصفًا البلدة بأنها تحتوي على منشآت تابعة لحزب الله.
الناقورة، التي تعد مقرًا رئيسيًا لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، أصبحت هدفًا جديدًا لهذا التصعيد، ما يثير القلق بشأن سلامة المدنيين والقوات الأممية على حد سواء.
الوضع مأساوى فى لبنان
يعيش لبنان لحظات حرجة مع استمرار العدوان الإسرائيلي الذي يهدد أمنه واستقراره، فالدمار الناتج عن هذه الهجمات يعمق الأزمة الإنسانية في البلاد التي تعاني أصلًا من أوضاع اقتصادية وسياسية متدهورة.
المجتمع الدولي مطالب بتدخل عاجل لوقف التصعيد ومنع انهيار الأوضاع بشكل أكبر، وسط تحذيرات من تداعيات كارثية على الأمن الإقليمي.
القرار 1701
القرار 1701، الذي تم تبنيه من قبل الأمم المتحدة في عام 2006، يشكل أحد الركائز الأساسية للمبادرة الأمريكية التي تهدف إلى إعادة الاستقرار إلى لبنان.
ينص القرار على مجموعة من التدابير التي تتعلق بوقف الأعمال العدائية وتعزيز قوة الجيش اللبناني في جنوب البلاد.
وتنص بنوده على ضرورة تنفيذ هذه التوجيهات لضمان الأمن والسلام في المنطقة، وهو ما يضع الجيش اللبناني أمام مسؤولية كبيرة في تطبيقه.
لهذا، يحتاج الجيش اللبناني إلى دعم شامل في مختلف المجالات، مثل تعزيز عدد القوات المنتشرة في الجنوب وتوفير الأسلحة والمعدات العسكرية الضرورية لتنفيذ هذه المهام بنجاح.
في إطار انتظار الموافقة على هدنة في لبنان، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتس ورئيس أركان الجيش يصدقان على مواصلة العمليات الهجومية في الجبهة الشمالية، وذلك في ظل الغارات الإسرائيلية الكثيفة على مناطق لبنانية لاسيما الضاحية الجنوبية لبيروت.
فى ظل تواصل الحرب على لبنان ووسط أجواء من التوتر الإقليمي والمعارك المستمرة بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، تلوح في الأفق بوادر اتفاق قد يعيد تشكيل الخريطة الأمنية والسياسية بين الطرفين، في خطوة يُنظر إليها كفرصة لتحقيق استقرار مؤقت في منطقة ملتهبة منذ سنوات.
فهل تحمل هذه الخطوة أملًا جديدًا للسلام أم إنها مجرد هدنة مؤقتة؟
وهناك اتفاق مرتقب خلال ساعات بحسب تقرير لموقع "واي نت" الإسرائيلي، تسعى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإتمام اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان وحزب الله قبل انتهاء ولايته، ويهدف الاتفاق إلى إنهاء صراع دام لأكثر من 14 شهرًا في الجنوب اللبناني.
ومن المقرر أن يعقد رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعًا لمجلس الوزراء السياسي الأمني للمصادقة على الاتفاق، تزامنًا مع تقارير تؤكد تلقي لبنان إشعارًا بأن الإعلان قد يكون وشيكًا.
وأكد نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بو صعب، حسب "رويترز" اليوم الاثنين، "إنه لم تعد هناك عقبات جدية أمام بدء تنفيذ هدنة اقترحتها الولايات المتحدة لمدة 60 يومًا لإنهاء القتال بين إسرائيل وحزب الله".
وأضاف "أن إحدى نقاط الخلاف بشأن من سيراقب وقف إطلاق النار التي تسنى حلها خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بالموافقة على تشكيل لجنة من خمس دول، منها فرنسا، وترأسها الولايات المتحدة".
وقال مسؤول لبناني ودبلوماسي غربي إن الولايات المتحدة أبلغت المسؤولين اللبنانيين بإمكان الإعلان عن وقف إطلاق النار "في غضون ساعات".