الاحتلال الإسرائيلي يبرر اعتقاله لمدير كمال عدوان
انتشرت مؤخرا صورة الطبيب حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وظهر فيها الطبيب وهو يسير منفردا على الركام متجها إلى دبابه الاحتلال الإسرائيلي لمواجهة مصيره المجهول عقب تدمير مشفاه.
صورة تصف شعب
وتحولت صورة الطبيب إلى أيقونة ورمز للشجاعة، صورة واحدة تلخص نضال الشعب الذي انهار كل شيء فوق رأسه، ولكنه مستمر في النضال.
وعانى الطبيب حسام أبو صفية من سلسلة متكررة من الانتهاكات على مشفاه، كان آخرها حرقها بالكامل، فضلا عن استشهاد ابنه أو ضرب الطبيب وتجريده من ملابسه.
وأكد عدد من زملاء الطبيب لشبكة «سي إن إن» في وقت سابق أن جنود الاحتلال الإسرائيلي سحلوا الطبيب وأوسعوه ضربا شديدا قبل أن يتجه لداخل الدبابة.
كذلك أكد بينما محمد الشريف، صحفي كان برفقة أبو صفية عند اعتقاله، أن الطبيب قد تعرض للضرب والسحل وجرد من ثيابه في هذا البرد.
حجة إسرائيلية
ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة خلق الاحتلال الإسرائيلي آلاف الحجج والادعاءات الكاذبة التي يبرر بها أفعاله الإجرامية.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي يبرر اعتقاله للأطباء بحجه الاشتباه في كونهم عناصر ناشطة لحماس.
أين الطبيب؟
وظل مكان تواجد الطبيب مجهول، ولم يرد الاحتلال الإسرائيلي على آلاف المنشورات التي تطالب بالافراج عن الطبيب.
ومن جانب آخر تحاول عائلته الوصول إليه، وإخلاء سراحه أو معرفة مكانه الحالي على الأقل.
في السجن
وأخيرا، أكد سجينان فلسطينيان، تم إطلاق سراحهما أن حسام أبو صفية متواجد في معتقل سدي تيمان في صحراء النقب بالقرب من حدود غزة.
وأوضح معتقل آخر أنه سمع حسام أبو صفيه يتلي علنا في السجن الإسرائيلي سيء السمعة.
نفي الابن
ولكن عقب انتشار هذه الشائعة أكد ابن الطبيب حسام ابو صفية أو والده ليس في سجن عوفر أو سيدي تيمان كما أشيع.
وأوضح أن مكان والده غير معلوم، معربا عن قلقه وعائلته على مصير الطبيب.
مفوضية الأمم المتحدة
ومن جانبها نشرت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الانسان تقارير تبين الدمار الذي تعرض له مستشفى كمال عدوان.
وأكدت المفوضية أن انتهاكات إسرائيل على المستشفى يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي، هذا وأعربوا عن قلقهم على مدير المستشفى
هذا وحث بعض الخبراء الأممين الاحتلال الإسرائيلي بالافراج عن الطبيب والعاملين الآخرين بالرعاية الصحية والتي قبض عليهم الاحتلال الإسرائيلي تعسفا.
الاحتلال يعلنها
وظل الاحتلال الإسرائيلي يخفي اعتقال الطبيب، ولا يرد على المطالبات بالكشف عن مكانه.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد قال لمدير الصحة بغزة إنه لا يوجد معتقل لدى إسرائيل بهذا الاسم.
ليعود الجيش الإسرائيلي سريعا اليوم 3 يناير 2024 بالإعلان لشبكة "أي بي سي" عن اعتقالهم للطبيب.
وبرر الاحتلال الإسرائيلي اعتقاله للطبيب بحجة اشتباههم في انتماء مدير مستشفى كمال عدوان لحماس، موضحين أنه يخضع للتحقيقات حاليا.
عدوان متكرر على كمال عدوان
وجدير بالذكر أن مستشفى كمال عدوان كان قد تعرض للقصف والهجمات الإسرائيلية المتكررة.
وتحدث هذه الانتهاكات في الوقت الذي يزداد الوضع الصحي في القطاع سوءا يوما بعد يوم، ورغم ذلك ظل القطاع الطبي صامدا محافظا على قسمه ويرفض التخلي عن مرضاه.
سلسلة من الانتهاكات
وبدأت أولى انتهاكات الجيش الإسرائيلي خلال هذه الحرب يوم 5 أكتوبر 2024، حين فرض الاحتلال الحصار على شمال القطاع، ومنع وصول المياه والطعام، كما شن هجمات جوية عنيفة على المدنيين.
وبالتالي تسبب هذا الحصار في الحد من عمل المستشفيات، التي كانت تعاني من نقص الموارد والكوادر الطبية، ورغم ذلك رفضوا التخلي عن المرضى وواصلوا القيام بعملهم.
وفي نفس الشهر 25 أكتوبر 2024 اقتحم الجيش الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان واعتقلوا المدير حسام أبو صفية مع عدد من المصابين والأطباء الآخرين.
خرج الطبيب من الاعتقال ليتلقى خبر استشهاد ابنه إلياس جراء غارة إسرائيلية.
وبعد شهر، 24 نوفمبر 2024، أصيب حستم أبو صفية عقب استهدافه من مسيرة إسرائيلية تسببت في إصابته بـ 6 شظايا سببت تمزقا في الأوردة والشرايين بمنطقة الفخذ.
وأخيرا في 27 ديسمبر 2024 اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي المستشفى مجددا واعتقلوا الطبيب، وظهرت صورته يسير على ركام المستشفى الذي أحرقه الجيش الإسرائيلي متجها لدبابات العدو.
وأوهم الاحتلال الأطباء بكمال عدوان أنهم سوف يتجهون إلى المستشفى الإندونيسي، ولكنه اعتقلهم جميعا ومن ضمنهم مدير المستشفى
الاحتلال والمستشفيات
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة عقب طوفان الأقصى 7 أكتوبر 2023، تعمد الاحتلال الهجوم على المدنيين بشكل عام، والقطاع الطبي بشكل خاص.
وعقب هجوم الكيان الصهيوني على مستشفى المعمداني بالعام الماضي، واصل الاحتلال عملياته الإرهابية على جميع المستشفيات بالقطاع.
واعتبرت سيارات الإسعاف والدفاع المدني الأكثر استهدافا، وتحول المكان الآمن «المستشفيات» بحسب جميع القوانين الدولية إلى منطقة خطيرة تتعرض للقصف المتكرر.