أعراض وأسباب سرطان الدم وأفضل طرق العلاج
يعد سرطان الدم (اللوكيميا) هو نوع من سرطان خلايا الدم والأنسجة التي تنتج خلايا الدم مثل نخاع العظام، في الوضع الصحّي الطبيعي، تنشأ خلايا الدم في نخاع العظم كخلايا جذعية، وتنضج لاحقا لتشكل أنواعا مختلفة من خلايا الدم (خلايا دم حمراء أو خلايا دم بيضاء أو صفائح)، وتنتقل إلى مجرى الدم.
سرطان الدم
هو خلل يصيب إنتاج كريات الدم البيضاء، والدم يتكون من مجموعة مختلفة من الخلايا (كريات الدم الحمراء، وكريات الدم البيضاء والصفائح الدموية)، هذه الخلَايا يتم تصنيعها في نخاع العظم بشكل أساسي، وأنواع محددة من كريات الدم البيضاء يتم تصنيعها أيضاً في العقد الليمفاوية، والطحال، والغدة الزعترية.
أعراض سرطان الدم:
-الشعور بالتعب والإعياء.
-فقدان الكثير من الوزن دون سبب.
-فقدان الشهية أو الشعور بالامتلاء بعد تناول القليل من الطعام.
-سهولة حصول النزيف والكدمات.
-عدوى متكررة.
-حمّى أو تعرّق ليلي غير مفسّر.
-انتفاخ العقد الليمفاوية (خاصة في الرقبة وتحت الإبط).
-انتفاخ وانزعاج في البطن.
-تورّم ونزيف في الّلثة.
أنواع سرطان الدم (اللوكيميا):
1-سرطان الدم الحادّ (Acute Leukemia):
ينمو ويتفاقم بسرعة كبيرة جدا، وقد يهدّد الحياة في هذا النوع، يبدأ نخاع العظم بإنتاج أعداد كبيرة من خلايا الدم البيضاء غير الناضجة تسمى (Blasts)، والتي تدخل إلى مجرى الدم.
هذه الخلايا غير الناضجة تعمل بسرعة على منافسة الخلايا الطبيعية في مجرى الدم، ولا تقوم بوظيفتها في محاربة العدوى، أو إيقاف النزيف أو منح حدوث فقر الدم، ما يجعل الجسم ضعيفا جدا.
2-النوعان الأكثر شيوعا لسرطان الدم الحادّ هما:
-سرطان الدم الليمفاوي الحادّ (ALL).
-سرطان الدم النقياني الحادّ (AML).
3-سرطان الدم المزمن (Chronic Leukemia):
يتطوّر ببطء ويتفاقم تدريجيا، وقد تحتاج الأعراض لفترة طويلة قبل أن تظهر، وفي بعض الأحيان يتم تشخيص سرطان الدم المزمن (من خلال الفحص الروتيني) قبل حتى ظهور أي أعراض، لأن الخلايا السرطانية في هذه الحالة تكون ناضجة لدرجة كافية للقيام بوظائفها مثل خلايا الدم البيضاء الطبيعية، قبل أن تبدأ بالتفاقم.
أنواع سرطان الدم المزمن:
-سرطان الدم الليمفاوي المزمن (CLL).
-سرطان الدم النقياني المزمن (CML).
هناك نوع آخر يسمّى سرطان دم الخلية الشعرية (Hairy Cell Leukemia)، وهو نوع نادر سُمّي حسب شكله تحت المجهر يصيب هذا النوع من سرطان الدم غالبا كبار السّن، والرّجال بشكل أكبر من النّساء، وتشمل أعراضه الأكثر شيوعا الضعف والإرهاق بسبب فقر الدم.
الأسباب:
يبدأ مرض ابيضاض الدم الحاد في خلية دم بيضاء واحدة أو في مجموعة صغيرة من الخلايا التي فقدت تسلسل الحمض النووي الريبوزي المنزوع الأكسجين التابع لها.
تبقى هذه الخلايا غير متطورة لكنها قادرة على التكاثر؛ ونظرًا لأنها غير متطورة بما فيه الكفاية كما يحدث للخلايا السليمة فإنها تتراكم وتعرقل العمل السليم للأعضاء الحيوية في الجسم.
يهاجم مرض ابيضاض الدم المزمن خلايا الدم الأكثر تطورًا، هذه الخلايا تتضاعف وتتراكم بصورة أبطأ، لذا فإن تقدم المرض يكون أبطأ أيضًا لكنه قد يكون قاتلًا، ولا يزال المختصون لا يعرفون تمامًا الأسباب الحقيقية لحدوث هذه العملية.
في المحصلة ينشأ نقص في خلايا الدم السليمة والصحية فيحصل الالتهاب والنّزف المفرط وفقر الدم (Anemia)، كما أن وجود عدد كبير جدًا من خلايا الدم البيضاء من شأنه أن يمس بوظيفة نسيج نقي العظم والتغلغل إلى أعضاء أخرى، وحين تؤدي مثل هذه الحالة إلى الموت فإنه يكون عادةً نتيجة لفقدان الدم بشكل حاد أو نتيجة للعدوى.
علاج سرطان الدم (اللوكيميا):
فلنتعرف على طرق علاج سرطان الدم بشكلٍ مفصل في ما يأتي:
علاج سرطان الدم الحادّ:
إن علاج سرطان الدم الحاد يعني اتباع العلاج الكيميائي، وهو استخدام الأدوية لمقاومة السرطان، ويتم من خلال تلقي أدوية على ثلاث مراحل كما الآتي:
التَحْريض أو الحث (Induction):
إن الغرض من هذه المرحلة هو تهدئة المرض، والتهدئة هي المرحلة التي يتم فيها تدمير واستبدال خلايا سرطان الدم بخلايا سليمة.
يتم الحث عن طريق إعطاء جرعات من الأدوية ذات تأثير قوي، والتي يمكن أن تُعطى على مدى فترة طويلة تتراوح بين أسبوع واحد وحتى شهر تبعًا لنوع سرطان الدم.
بعد ذلك يلزم الجسم عدة أسابيع لتنمو خلايا الدم الجديدة، وخلال هذه الفترة على الأرجح يمكث المريض في المستشفى، وقد يستغرق هذا الأمر شهرًا أو أكثر.
مرحلة التكثيف (Intensification):
عندما تُظهر التحاليل خلوّ الدم من الخلايا السرطانية، فقد يبقى عدد قليل منها لا يمكن تشخيصه بالتحاليل والاختبارات، ولأجل التغلب على هذه الإمكانية يُعطى المريض علاجًا بغرض قتل جميع الخلايا السرطانية في حال وجودها.
غالبًا ما ينطوي العلاج في مرحلة التكثيف على نفس الأدوية التي تعطى في مرحلة الحث، لكن المواعيد والجرعات قد تكون مختلفة.
على سبيل المثال، قد تعطى الأدوية في دورة واحدة أو اثنتين لخمسة أيام على مدار شهر أو ثلاثة.
المداومة (Maintenance):
إن الهدف من مرحلة المداومة في علاج سرطان الدم هو منع خلايا سرطان الدم من النمو مرة أخرى.
خلال مرحلة المداومة يتلقى المريض جرعات أضعف من الأدوية لمدة سنة حتى ثلاث سنوات.
في حال كان نوع سرطان الدم الذي يتم علاجه يتميز باحتمال مرتفع للمعاودة، فقد تشمل مرحلة المداومة زرع خلايا جذعية (Bone Marrow Transplantation).
لا يعطى علاج المداومة في جميع أنواع سرطان الدم، بينما عادةً ما تكون مرحلة مقبولة في علاج سرطان الدم الليمفاوي الحادّ (ALL).
يجدر الذكر أنه يوجد أنواع معينة من سرطان الدم الحادّ في الدماغ والنخاع الشوكي لا يمكن للعلاج الكيميائي العادي الوصول إليها، وذلك لأن الجسم يُشَكِّلُ حاجزًا خاصًّا لحمايتها ويمنع انتقال الكثير من المواد إلى منطقة الدماغ (Blood Brain Barrier).
إن الطريقة لإعطاء العلاج الكيميائي لهذه المناطق هي استخدام طريقة تدعى طريقة العلاج الكيميائي داخل القراب (Intrathecal)، وهي طريقة تعالج المناطق صعبة الوصول عن طريق حقن الأدوية مباشرةً لداخل النخاع الشوكي، لمهاجمة الخلايا السرطانية الموجودة هناك.
علاج سرطان الدم المزمن:
سرطان الدم المُزمن يُعد عكس سرطان الدم الحاد، حيث أن سرطان الدم المزمن لا يُعالج عادةً على الفور، وكما أنه يتفاقم بشكل أبطأ من سرطان الدم الحاد، وخصوصًا في حالة سرطان الدم الليمفاوي المزمن (Chronic Lymphocytic Leukemia - CLL).
يكون علاج سرطان الدم المُزمن وخاصةً في حالة سرطان الدم الليمفاوي المزمن هو فقط المتابعة والمراقبة، حيث لا تكون حاجة في كثير من الأحيان، لإعطاء علاج في المراحل الأولى للسرطان.
عادةً ما يتقدم المرض ببطء شديد، وربما لا تظهر الأعراض على مدار فترة طويلة، وعندها يقوم الطبيب بالتشاور مع المريض وعائلته واتخاذ القرار بالنسبة لبدء العلاج.
إن المعطيات تشير إلى أن واحدًا من كل ثلاثة مصابين سرطان الدم الليمفاوي المزمن لا يحتاجون العلاج أبدًا.
طرق العلاج:
-العلاج الكيميائي.
-العلاج الإشعاعي.
-زراعة الخلايا الجذعية لاستبدال الخلايا المتلفة خلال العلاج الإشعاعي والكيميائي.
-العلاج المناعي: يعطى هذا النوع من العلاج لتعزيز مناعة الجسم