خطر نقص كالسيوم الدم على صحة أطفالك.. كيف تكتشفه مبكرًا؟

يعد الكالسيوم من العناصر الغذائية الأساسية التي تلعب دورًا مهمًا في صحة الأطفال وتطورهم، فهو من المكونات الأساسية للعظام والأسنان، ويسهم في وظائف الجسم الحيوية مثل تنظيم ضربات القلب، وتقلص العضلات، وتخثر الدم، وكذلك نقل الإشارات العصبية.

ولكن هناك حالات قد تؤدي إلى نقص مستويات الكالسيوم في الدم لدى الأطفال، مما يسبب مشكلات صحية خطيرة تؤثر على نموهم وسلامتهم العامة، لذلك يجب على الأهل أن يكونوا حذرين لعدم إغفال هذه المشكلة الصحية.

وفي هذا المقال يتناول "القارئ نيوز" خطورة نقص كالسيوم الدم على صحة أطفالك، وطرق اكتشافه المبكر وكيفية الوقاية منه.

ما هو نقص كالسيوم الدم؟

نقص كالسيوم الدم هو حالة طبية تحدث عندما تكون مستويات الكالسيوم في الدم أقل من المعدل الطبيعي، الذي يتراوح عادة بين 8.5 و10.2 مليغرام لكل ديسيلتر، يحدث هذا النقص بسبب عدة عوامل، منها نقص تناول الكالسيوم في الطعام، أو مشكلات في امتصاصه في الجهاز الهضمي، أو وجود اضطرابات في وظائف الغدد الجار درقية أو الكلى.

أسباب نقص كالسيوم الدم عند الأطفال

هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى نقص مستويات الكالسيوم في دم الطفل، ويمكن تلخيص أبرزها في النقاط التالية:

1.نقص التغذية: يعد النظام الغذائي غير المتوازن من أبرز الأسباب لنقص الكالسيوم، خاصة في حال عدم تناول الطفل الأطعمة الغنية بالكالسيوم مثل الألبان، والجبن، والخضراوات الورقية، والأسماك.

2.مشكلات الامتصاص المعوي: يعاني بعض الأطفال من مشاكل في امتصاص الكالسيوم بسبب اضطرابات معوية مثل مرض السيلياك أو أمراض الأمعاء الالتهابية.

3.أمراض الغدد الجار درقية: إذا كانت الغدد الجار درقية لا تعمل بشكل صحيح، فإنها قد تؤثر على قدرة الجسم في تنظيم مستويات الكالسيوم.

4.نقص فيتامين د: فيتامين د ضروري لامتصاص الكالسيوم في الأمعاء، وبالتالي فإن نقص فيتامين د يمكن أن يؤدي إلى نقص في مستويات الكالسيوم.

5.الأدوية والعلاج الكيميائي: بعض الأدوية قد تؤثر على مستويات الكالسيوم في الدم مثل الأدوية التي تؤثر على وظائف الكلى أو الأدوية المدرّة للبول.

أعراض نقص كالسيوم الدم عند الأطفال

من المهم معرفة أن أعراض نقص الكالسيوم قد لا تظهر بوضوح في البداية، لكن مع مرور الوقت يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، ومن أبرز هذه الأعراض:

1.التشنجات العضلية: قد يلاحظ الأهل أن طفلهم يعاني من تشنجات عضلية غير مفسرة أو تقلصات في الأطراف، وهي من الأعراض المبكرة لنقص الكالسيوم.

2.التهيج العصبي: قد يظهر على الطفل مزاج عصبي أو حاد، إضافة إلى شعوره بالتعب العام وعدم الراحة.

3.آلام في العظام والمفاصل: مع نقص الكالسيوم، يمكن أن يعاني الطفل من آلام في العظام أو المفاصل، حيث تكون العظام أكثر عرضة للكسر.

4.تأخر النمو: نقص الكالسيوم قد يؤثر على نمو الطفل بشكل عام، مما يؤدي إلى تأخر في طول القامة أو زيادة الوزن.

5.مشاكل في الأسنان: قد يعاني الطفل من تسوس الأسنان أو ضعف في مينا الأسنان، حيث أن الكالسيوم يلعب دورًا كبيرًا في تعزيز صحة الأسنان.

6.مشاكل في القلب: في حالات نقص الكالسيوم الحادة، يمكن أن تظهر مشاكل في نبضات القلب أو اضطرابات في نظام القلب والأوعية الدموية.

كيف تكتشف نقص الكالسيوم مبكرًا؟

من أجل اكتشاف نقص الكالسيوم في الدم مبكرًا، يجب على الأهل مراقبة الأعراض السلوكية والجسدية التي قد تشير إلى وجود المشكلة، وفي حال كانت هناك أي شكوك، من الضروري استشارة الطبيب الذي قد يطلب إجراء فحوصات طبية للتأكد من مستويات الكالسيوم في الدم.

كما يمكن للطبيب أن يطلب إجراء فحص لفيتامين د ومستويات الغدد الجار درقية والكلى لتحديد السبب الدقيق لنقص الكالسيوم.

الوقاية والعلاج

الوقاية من نقص الكالسيوم عند الأطفال تعتمد بشكل أساسي على ضمان حصولهم على كميات كافية من الكالسيوم عبر التغذية الصحية، بالإضافة إلى التأكد من أن مستويات فيتامين د لديهم مناسبة، فيما يلي بعض النصائح التي تساعد على الوقاية:

1.التغذية السليمة: يجب أن يحتوي النظام الغذائي للطفل على الأطعمة الغنية بالكالسيوم مثل الحليب، والجبن، واللبن، والخضراوات الورقية الداكنة، والأسماك.

2.تعزيز التعرض للشمس: يساعد التعرض المعتدل للشمس في إنتاج فيتامين د في الجسم، مما يساعد في امتصاص الكالسيوم بشكل أفضل.

3.مكملات الكالسيوم وفيتامين د: في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بمكملات الكالسيوم وفيتامين د إذا كانت التغذية لا تكفي.

4.مراقبة الحالة الصحية للأطفال ذوي الظروف الخاصة: الأطفال الذين يعانون من مشكلات صحية معينة مثل اضطرابات الأمعاء أو مشكلات الغدد الجار درقية يحتاجون إلى مراقبة دقيقة.

5.استشارة الطبيب بانتظام: من المهم أن يقوم الأهل بزيارة الطبيب بشكل دوري لمتابعة نمو الطفل والتأكد من أن صحته العامة تتطور بشكل صحيح.

إن نقص كالسيوم الدم يعد من المشكلات الصحية التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على صحة الأطفال إذا لم يتم اكتشافها ومعالجتها مبكرًا، ولهذا فإن الوعي الكافي بأعراضه وطرق الوقاية منه يعد أمرًا بالغ الأهمية، من خلال التغذية الجيدة، والتعرض للشمس، والمتابعة الطبية المنتظمة، يمكن تجنب العديد من المخاطر الصحية المرتبطة بنقص الكالسيوم، وضمان نمو وتطور صحي للأطفال.