هل يجوز قضاء صلاة العشاء في النهار؟.. أمين الفتوى يوضح الحكم الشرعي

أكد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على أهمية أداء الصلاة في أوقاتها المحددة شرعًا وعدم تأخيرها بغير عذر، مشيرًا إلى أن الصلاة عماد الدين وأحد أركان الإسلام الأساسية التي يجب على كل مسلم المحافظة عليها.
وأوضح خلال بث مباشر عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية على موقع التواصل الاجتماعي أن من نام عن صلاة العشاء أو نسيها، فعليه أداؤها فور استيقاظه أو تذكره مباشرة، ثم يقوم بأداء صلاة الفجر في موعدها دون تأخير، وإذا لم يتمكن من ذلك فورًا، يجوز له أن يؤدي صلاة العشاء قبل دخول وقت العشاء التالي أو بعده، وذلك امتثالًا لأمر النبي ﷺ بقضاء الصلاة عند تذكرها.
وأشار الشيخ أحمد وسام إلى أن المسلم مأمور بأداء الصلاة في وقتها المحدد قدر استطاعته، ولكن في حالة النسيان أو النوم عن الصلاة، فلا إثم عليه ما دام قد بادر بقضائها بمجرد أن يتذكرها أو يستيقظ، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ الذي قال فيه: “من فاتته صلاة نام عنها أو نسيها فليصلها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك”، مؤكدًا أن هذا الحديث يدل بوضوح على وجوب قضاء الصلاة فور تذكرها دون تأخير.
وجوب قضاء الصلاة الفائتة فورًا
من جانبه، شدد الشيخ محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على أن المسلم إذا فاتته صلاة لأي سبب، فعليه قضاؤها في أقرب وقت ممكن دون تأخير، موضحًا أن ترك الصلاة عمدًا أو التهاون في أدائها من الكبائر التي يجب التوبة منها فورًا، وبيّن أن القضاء يجب أن يكون على الفور بمجرد استيقاظ الإنسان أو تذكره للصلاة التي فاتته، مؤكدًا أن من يؤخر الصلاة أو يتكاسل عنها دون عذر شرعي يقع في إثم عظيم ويكون عرضة للحساب أمام الله تعالى.
وأكد الشيخ محمد عبدالسميع أن القاعدة الشرعية تنص على أن “الصلاة واجبة الأداء في وقتها المحدد شرعًا”، ولكن في حال وجود عذر قهري كالنسيان أو النوم، فلا حرج على المسلم في قضائها بعد زوال العذر، مشيرًا إلى أن هذا الحكم مستند إلى حديث النبي ﷺ الذي نص بوضوح على ضرورة قضاء الصلاة بمجرد التذكر دون تأخير.
آخر وقت لصلاة العشاء.. اختلاف بين الفقهاء
وفيما يتعلق بآخر وقت لأداء صلاة العشاء، أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الفقهاء اختلفوا في تحديد الوقت الذي ينتهي عنده أداء صلاة العشاء، فذهب جمهور العلماء إلى أن وقتها يمتد حتى نهاية الثلث الأول من الليل، وهو ما استندوا فيه إلى ما ورد في السنة النبوية من أحاديث تدل على فضل تأخير العشاء إلى هذا الوقت ما لم يكن في ذلك مشقة على الإنسان، بينما رأى فريق آخر من العلماء أن وقت العشاء يمتد حتى منتصف الليل، معتبرين أن هذا هو الحد الأقصى لأدائها أداءً في وقتها، فيما ذهب بعض الفقهاء إلى أن وقتها يستمر إلى طلوع الفجر، لكن هذا الرأي أقل ترجيحًا عند جمهور العلماء.
وأكدت دار الإفتاء أن الأولى والأفضل هو أداء صلاة العشاء في أول وقتها امتثالًا لقوله تعالى: “إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا”، موضحة أن تأخير العشاء إلى ما بعد منتصف الليل بدون عذر يُعد خروجًا عن الوقت المختار للصلاة، ويجب على المسلم المحافظة على الصلاة في وقتها دون تأخير.
حكم قضاء صلاة العشاء بعد أذان الفجر
أما فيما يتعلق بأداء صلاة العشاء بعد طلوع الفجر، فقد أكدت دار الإفتاء المصرية أن من لم يؤدِ صلاة العشاء حتى أذان الفجر يُعد قد خرج وقتها المتفق عليه، وبالتالي إذا أداها بعد دخول وقت الفجر، تكون هذه الصلاة قضاءً وليست أداءً، موضحة أن المسلم الذي يغلبه النوم أو ينسى أداء الصلاة يجب عليه أن يصليها فور استيقاظه أو تذكره، لأن قضاء الصلاة واجب ولا تسقط بالتقادم.
كما أشارت دار الإفتاء إلى أن بعض الفقهاء يرون أن وقت العشاء ينتهي مع طلوع الفجر الصادق، فإذا دخل وقت الفجر ولم يكن المسلم قد أدى صلاة العشاء، فإنه يصليها قضاءً ولا يجوز له تركها، موضحة أن الأفضل للمسلم هو أن يكون حريصًا على أداء الصلاة في وقتها، ولكن إذا وجد عذر يمنعه من ذلك، فإن القضاء واجب ولا يسقط بأي حال من الأحوال.
التوبة من تأخير الصلاة بغير عذر
وأوضحت دار الإفتاء أن المسلم الذي اعتاد على تأخير الصلاة أو تفويتها بغير عذر شرعي، عليه أن يسارع بالتوبة الصادقة إلى الله تعالى، وأن يندم على ما فات، ويعزم على عدم العودة إلى هذا الفعل مرة أخرى، كما يجب عليه قضاء جميع الصلوات الفائتة حتى يبرئ ذمته أمام الله، مؤكدة أن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وأن التفريط فيها من أعظم الذنوب التي يجب على المسلم أن يتجنبها.
وختمت دار الإفتاء المصرية بيانها بالتأكيد على أن الصلاة في وقتها لها أجر عظيم وفضل كبير، وأن المحافظة عليها سبب لنيل رضا الله تعالى والفوز بجنته، مشددة على ضرورة التزام المسلم بأداء الصلوات الخمس في مواعيدها وعدم التهاون في هذا الأمر تحت أي ظرف.