ألم صدرك مش دايمًا من القلب.. احذر برد العظام الصدرية

برد العظام من أكثر الحالات التي يتم الخلط بينها وبين أمراض القلب أو الرئة، فحين يشعر الإنسان بألم في منطقة الصدر يتجه ذهنه فورًا إلى وجود مشكلة قلبية أو نوبة مفاجئة، ولكن الحقيقة أن برد العظام الصدرية قد يكون هو السبب الخفي وراء هذا الشعور المؤلم، خاصةً في فترات تغير الفصول أو بعد التعرّض لتيارات هوائية باردة بشكل مباشر.
ما هو برد العظام الصدرية؟
يُعرف برد العظام الصدرية بأنه التهاب أو تهيّج في العضلات والعظام المحيطة بالقفص الصدري نتيجة التعرّض للهواء البارد أو المكيّف لفترات طويلة أو نتيجة ضعف في مناعة الجسم، هذا النوع من البرد لا يصيب العظام فقط بل يمتد تأثيره إلى العضلات المحيطة ويؤثر على حركة الجسم والتنفس والنوم أيضًا، كما قد يتسبب برد العظام في الشعور بوخز أو تنميل في الصدر ما يزيد من الحيرة عند المريض ويجعله في توتر مستمر خوفًا من أن يكون الأمر متعلقًا بالقلب.
أعراض برد العظام الصدرية
أعراض برد العظام الصدرية قد تتشابه مع مشاكل صحية أخرى مما يصعّب عملية التشخيص في بعض الأحيان، ومن أبرز هذه الأعراض شعور مستمر بوجع في عظام الصدر خاصة عند الضغط على المنطقة المصابة أو عند الحركة المفاجئة مثل الانحناء أو الالتفات، بالإضافة إلى ذلك يعاني المريض من تيبّس في عضلات الصدر وصعوبة في التنفس العميق.
من الأعراض الشائعة أيضًا الشعور بألم في منطقة الكتف أو أعلى الظهر خاصة في الصباح عند الاستيقاظ أو بعد الجلوس لفترة طويلة في مكان بارد، كما يمكن أن يتسبب برد العظام في الشعور بالإرهاق العام وارتفاع بسيط في درجة الحرارة نتيجة الالتهاب العضلي، وهو ما يُميّز الحالة عن آلام القلب التي عادة ما تأتي بشكل مفاجئ وبدون ضغط عضلي سابق.
الفرق بين ألم القلب وبرد العظام
يميل ألم القلب إلى أن يكون عميقًا ويصاحبه ضيق في التنفس وتعرّق وغثيان ويظهر غالبًا أثناء المجهود البدني أو بعده مباشرة، بينما ألم برد العظام يكون سطحيًا ويزداد عند تحريك الجذع أو لمس المنطقة المؤلمة أو عند التعرض للبرد، كما أن ألم القلب لا يتحسّن بتغيير وضع الجسم أما ألم برد العظام فيقل عند التدفئة أو استخدام المسكنات العادية.
أسباب الإصابة ببرد العظام الصدرية
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة ببرد العظام الصدرية، ومن أبرزها التعرّض للهواء البارد بشكل مباشر بعد الاستحمام أو أثناء النوم، أو الجلوس لفترات طويلة أمام المروحة أو التكييف خاصة في الصيف، كما أن ضعف اللياقة البدنية وقلة النشاط البدني تجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالتهابات عضلية نتيجة البرد، وقد يؤدي حمل أوزان ثقيلة أو النوم في وضعية غير صحيحة إلى تفاقم المشكلة وزيادة الألم.
تشخيص الحالة وطرق التعامل معها
يبدأ تشخيص برد العظام بالفحص السريري حيث يتحقق الطبيب من وجود ألم عند الضغط على عضلات الصدر أو عند الحركة، وقد يلجأ لبعض الفحوصات لاستبعاد أمراض القلب أو الرئة، مثل تخطيط القلب أو الأشعة الصدرية، وذلك للتأكد من أن الألم لا يعود لمشكلة داخلية خطيرة.
وبعد التشخيص، يوصي الأطباء بمجموعة من الإجراءات التي تسرّع من التعافي، أبرزها الراحة التامة والتدفئة الجيدة للمنطقة المصابة، واستخدام كمادات دافئة لتخفيف التشنج العضلي، ويمكن استخدام مسكنات الألم الخفيفة مثل الباراسيتامول أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، كما يُنصح بتجنّب الحركات المفاجئة أو المجهود الزائد خلال فترة التعافي.
نصائح لتجنّب برد العظام الصدرية
لحماية نفسك من برد العظام الصدرية، ينصح بارتداء ملابس قطنية تحافظ على حرارة الجسم وتجنّب الجلوس في أماكن بها تيارات هوائية مباشرة، خاصة بعد التعرّق أو الاستحمام، كما يجب الحرص على تقوية العضلات من خلال تمارين خفيفة بانتظام لتحسين الدورة الدموية، وشرب كميات كافية من الماء وتناول الأطعمة التي تدعم مناعة الجسم مثل الفواكه والخضروات.
ويُفضّل أيضًا استخدام وسادة مناسبة أثناء النوم للحفاظ على وضعية الجسم وتجنّب الشد العضلي، وعدم حمل أشياء ثقيلة بشكل مفاجئ خاصة في الأوقات الباردة، فكل هذه العوامل تساهم في الوقاية من برد العظام وتقلل من احتمالية تكرار الإصابة.
هل برد العظام مرض مزمن؟
برد العظام الصدرية لا يُعتبر من الأمراض المزمنة لكنه قد يتحوّل إلى مشكلة متكررة إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح، فالتجاهل أو الاستهتار بالأعراض قد يؤدي إلى مضاعفات مثل الالتهاب المزمن أو الإصابة بتيبّس في عضلات الصدر والكتف، لذلك فإن العلاج المبكر والوقاية هما الأساس في تفادي تطوّر الحالة.
برد العظام حالة شائعة لكنها قد تكون مربكة حين تتشابه أعراضها مع أمراض أكثر خطورة مثل أمراض القلب، ولذلك فإن فهم طبيعة الأعراض والتمييز بينها وبين الحالات الأخرى هو مفتاح الطمأنينة والعلاج الصحيح، لا تهمل ألم الصدر لكنه لا يعني بالضرورة وجود مشكلة قلبية، فقد يكون برد العظام الصدرية هو السبب الحقيقي، فاحذر من برودة الطقس ولا تتردد في التدفئة والعناية بجسمك خاصة في الفترات الانتقالية بين الفصول.