أخر موعد لإخراج زكاة الفطر قبل عيد الفطر 2025 وحكم تأخيرها

كشفت دار الإفتاء المصرية الأحكام الشرعية المتعلقة بزكاة الفطر لعام 2025، مؤكدة أن إخراج زكاة الفطر واجب على كل مسلم يمتلك قوت يومه وقوت عياله ليلة عيد الفطر، حيث تعد هذه الزكاة فرضًا شرعيًا يجب الالتزام بإخراجه في الوقت المحدد، وأكدت الدار أن زكاة الفطر يمكن إخراجها نقدًا بديلًا عن الحبوب، وذلك لتيسير الأمور على الفقراء وتمكينهم من تلبية احتياجاتهم الأساسية.
موعد إخراج زكاة الفطر
أكدت دار الإفتاء أن زكاة الفطر يجوز إخراجها منذ اليوم الأول من شهر رمضان وحتى قبل أداء صلاة عيد الفطر، مشيرة إلى أن الأفضل وفقًا للسنة النبوية هو إخراجها قبل صلاة العيد، وذلك حتى تصل إلى مستحقيها في الوقت المناسب، وتحقق الغاية منها في إدخال السرور على الفقراء والمحتاجين، كما أوضحت أنه يجوز إخراج الزكاة خلال العشر الأواخر من رمضان، وكذلك يوم الوقفة أو ليلة العيد دون حرج، شرط ألا يتم تأخيرها لما بعد صلاة العيد.
وأشارت دار الإفتاء إلى أن تأخير إخراج زكاة الفطر إلى ما بعد صلاة العيد وحتى غروب شمس يوم العيد جائز شرعًا، لكنه يُعد مكروهًا، أما تأخيرها لما بعد غروب شمس يوم العيد دون عذر شرعي فهو محرم ويأثم فاعله، إذ يجب على المسلم أن يؤدي هذه الفريضة في موعدها حتى تبرأ ذمته أمام الله تعالى.
قيمة زكاة الفطر لعام 2025
أعلنت دار الإفتاء المصرية أن قيمة زكاة الفطر لعام 2025 تبلغ 35 جنيهًا كحد أدنى عن كل فرد، وهو ما يعادل 2.5 كيلوجرام من القمح، وأكدت أن من أراد الزيادة في قيمة الزكاة فهو أمر مستحب ويؤجر عليه، استنادًا إلى قول الله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ” [البقرة: 195]، كما أوضحت أن هذا المبلغ يُحدد بناءً على أسعار الحبوب في السوق المحلية لتلبية احتياجات الفقراء بشكل مناسب.
حكم إخراج زكاة الفطر نقدًا
أكدت دار الإفتاء أن الفتوى الشرعية مستقرة على جواز إخراج زكاة الفطر نقدًا بدلًا من الحبوب، وهو ما يُعد أيسر للفقراء في تلبية احتياجاتهم المتنوعة، كما أن إخراجها نقدًا يتماشى مع تغير الظروف الاقتصادية ومتطلبات الحياة اليومية، وأوضحت أن هذا الرأي يتوافق مع مذهب الإمام أبي حنيفة الذي أجاز إخراجها نقدًا لتحقيق مصلحة الفقراء بشكل أفضل.
من يجب عليه إخراج زكاة الفطر؟
أوضحت دار الإفتاء أن زكاة الفطر واجبة على كل مسلم يمتلك ما يكفيه من الطعام لنفسه ولمن يعولهم ليلة العيد، ويجب على رب الأسرة إخراج الزكاة عن نفسه وعن كل من يعولهم من زوجة وأبناء، كما أكدت أن من وُلد له طفل قبل غروب شمس آخر يوم من رمضان وجب عليه إخراج الزكاة عنه.
وفيما يتعلق بالمتوفى، أوضحت الدار أنه إذا توفي الشخص قبل غروب شمس آخر يوم من رمضان فلا تجب زكاة الفطر عنه، بينما إذا توفي بعد هذا الوقت وجب إخراج الزكاة.
حكم تأخير زكاة الفطر بعد صلاة العيد
شددت دار الإفتاء على أن تأخير إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد غير جائز شرعًا، ومن يفعل ذلك دون عذر يكون آثمًا وتظل الزكاة دينًا في ذمته حتى يؤديها، وذكرت أن الحكمة من فرض زكاة الفطر هي تطهير الصائم من اللغو والرفث، وإدخال الفرح على الفقراء في يوم العيد، وهو ما أكده النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: “أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم”.
كما أوضحت أنه لا يجوز إخراج زكاة الفطر إلى الأصول أو الفروع، أي لا يجوز إعطاؤها للآباء أو الأبناء حتى وإن كانوا فقراء، لأن الإنفاق عليهم واجب شرعًا على المُزكي.
إخراج زكاة الفطر في بلد آخر
أكدت دار الإفتاء أنه يجوز إخراج زكاة الفطر في بلد غير بلد المُزكي إذا دعت الحاجة إلى ذلك، إلا أن الأفضل هو إخراجها في البلد الذي يقيم فيه الشخص، وذلك لضمان وصولها إلى المستحقين في مجتمعه المحلي.
أهمية الالتزام بإخراج زكاة الفطر
تعتبر زكاة الفطر من الفرائض التي يجب على المسلم الالتزام بإخراجها في وقتها المحدد، فهي ركن أساسي من أركان الإسلام ووسيلة لتحقيق التكافل الاجتماعي وإدخال السرور على الفقراء يوم العيد، كما أنها تطهر الصائم من أي تقصير حدث خلال صيامه وتُعد شكرًا لله على نعمة إتمام الصيام.
ودعت دار الإفتاء المسلمين إلى المسارعة بإخراج زكاة الفطر في موعدها الشرعي، وحثت القادرين على زيادة قيمة الزكاة لمساعدة الفقراء والمحتاجين في هذا اليوم المبارك.
حكم تأخير زكاة الفطر عن وقتها
أجمع الفقهاء على أن تأخير زكاة الفطر عن وقتها المحدد شرعًا – أي بعد صلاة العيد – دون وجود عذر قهري، يُعد مخالفة واضحة للسنة النبوية، حيث قال النبي ﷺ: “مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ” (رواه أبو داود وابن ماجه)، وهذا يعني أن من أخرجها بعد انتهاء صلاة العيد يكون قد فقد أجرها كزكاة، وتُعتبر حينها مجرد صدقة عادية، مما يستوجب التوبة لمن أخرها دون عذر.
متى يجوز تأخير زكاة الفطر؟
إذا كان تأخير إخراج زكاة الفطر ناتجًا عن عذر قهري، مثل نسيانها أو عدم العثور على مستحق لها في الوقت المحدد، أو لأي ظرف خارج عن إرادة المسلم، فإنه لا يكون عليه إثم، ولكن يجب عليه إخراجها فور زوال العذر، لأن العبادات لا يجوز تأخيرها إلا بسبب شرعي مقبول.
ماذا يفعل من تأخر في إخراج زكاة الفطر؟
يختلف الحكم الشرعي حسب سبب التأخير، فإذا كان التأخير:
متعمدًا: فإن المسلم يكون آثمًا، ويجب عليه التوبة إلى الله تعالى، وإخراج الزكاة على الفور، لكنها تكون في هذه الحالة صدقة وليس زكاة فطر.
لعذر قهري: في هذه الحالة، لا يكون عليه إثم، ولكن يجب أن يؤديها فور تمكنه من ذلك، لأن تأخيرها كان خارجًا عن إرادته.