الجمعة 21 فبراير 2025 الموافق 22 شعبان 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

المشروبات الرياضية والطاقة.. هل يشكلان نفس الخطر على صحتك؟

مشروبات الطاقة
مشروبات الطاقة

يبحث الكثير من الأشخاص عن المشروبات التي تمنحهم الطاقة وتعزز من أدائهم البدني سواء أثناء ممارسة التمارين الرياضية أو خلال فترات العمل والدراسة التي تتطلب مجهودًا ذهنيًا كبيرًا، وهنا يظهر التساؤل حول الفرق بين المشروبات الرياضية ومشروبات الطاقة ومدى تأثير كل منهما على صحة الإنسان، فرغم التشابه في بعض المكونات والمظهر العام، إلا أن لكل منهما استخدامًا مختلفًا وتأثيرًا متباينًا على الجسم.

ما هي المشروبات الرياضية ومتى يتم استخدامها؟

تم تصميم المشروبات الرياضية خصيصًا للرياضيين والأشخاص الذين يمارسون التمارين البدنية المكثفة، حيث تهدف هذه المشروبات إلى تعويض السوائل والمعادن التي يفقدها الجسم أثناء التعرق، كما تحتوي على نسبة معينة من الإلكتروليتات مثل الصوديوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم التي تساعد في الحفاظ على توازن السوائل داخل الجسم، مما يمنع الإصابة بالجفاف ويحسن من قدرة العضلات على الأداء لفترات طويلة.

تحتوي المشروبات الرياضية أيضًا على كمية محدودة من الكربوهيدرات على شكل سكر الجلوكوز أو الفركتوز، وذلك لتوفير طاقة سريعة للجسم خلال التمارين الشاقة، كما أنها خالية تمامًا من الكافيين والمنشطات الأخرى التي توجد في مشروبات الطاقة، لذلك تعتبر المشروبات الرياضية خيارًا صحيًا عند استخدامها بشكل صحيح وفي الأوقات المناسبة، خاصة بعد جلسات التمارين التي تستمر لفترات طويلة أو تلك التي تتم في درجات حرارة مرتفعة حيث يكون فقدان السوائل والمعادن أكبر.

ما هي مشروبات الطاقة ولماذا تعتبر مثيرة للجدل؟

على عكس المشروبات الرياضية، فإن مشروبات الطاقة ليست مصممة لتعويض السوائل أو تعزيز الترطيب، بل تعتمد في تركيبتها بشكل أساسي على الكافيين والمواد المنشطة الأخرى مثل التورين والجوارانا والجينسينج، مما يجعلها تعمل على تحفيز الجهاز العصبي المركزي وزيادة مستويات النشاط الذهني والجسدي بشكل مؤقت.

يحتوي معظم مشروبات الطاقة على كميات عالية من السكر، والتي قد تتجاوز في بعض الحالات كمية السكر الموجودة في المشروبات الغازية، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم بشكل مفاجئ، بالإضافة إلى ذلك فإن وجود الكافيين بكميات كبيرة قد يسبب زيادة معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم واضطرابات النوم، خاصة عند تناولها بكثرة أو على معدة فارغة.

تعتبر مشروبات الطاقة مثيرة للجدل بسبب ارتباطها بالعديد من المشاكل الصحية، حيث أظهرت دراسات عدة أن الإفراط في تناولها قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، كما أن الاعتماد عليها لتعزيز النشاط قد يؤدي إلى الإدمان على الكافيين، مما يجعل الجسم بحاجة دائمة لكميات أكبر للحصول على نفس التأثير.

الاختلافات الرئيسية بين المشروبات الرياضية ومشروبات الطاقة

رغم التشابه في المظهر والتسويق، إلا أن هناك فروقًا جوهرية بين المشروبات الرياضية ومشروبات الطاقة، والتي تشمل:

الهدف من الاستخدام: المشروبات الرياضية مصممة لتعويض السوائل والمعادن المفقودة أثناء التمارين، بينما مشروبات الطاقة تهدف إلى تحفيز الجسم والعقل وزيادة اليقظة

المكونات الرئيسية: المشروبات الرياضية تحتوي على الإلكتروليتات والكربوهيدرات والماء، بينما مشروبات الطاقة تحتوي على الكافيين والمنشطات والسكر بكميات كبيرة

التأثير على الجسم: المشروبات الرياضية تساعد في تحسين الأداء البدني دون أي تأثير على الجهاز العصبي، أما مشروبات الطاقة فقد تسبب التوتر والقلق وزيادة معدل ضربات القلب بسبب احتوائها على المنبهات

الفئة المستهدفة: المشروبات الرياضية تناسب الرياضيين والأشخاص الذين يمارسون تمارين مكثفة، بينما يتم استهداف الطلاب والأشخاص الذين يعملون لساعات طويلة بمشروبات الطاقة

هل يمكن أن تكون المشروبات الرياضية ضارة؟

رغم أن المشروبات الرياضية تعتبر أكثر أمانًا من مشروبات الطاقة، إلا أن هناك بعض الحالات التي قد تؤدي فيها إلى أضرار صحية، حيث تحتوي على السكر بكميات غير قليلة، مما قد يسبب زيادة الوزن وتسوس الأسنان عند استهلاكها دون ممارسة نشاط بدني يعادل كمية السعرات الحرارية المستهلكة، كما أن بعض أنواع المشروبات الرياضية تحتوي على ألوان صناعية ومواد حافظة قد لا تكون مناسبة للاستهلاك اليومي.

بالإضافة إلى ذلك، فإن شرب المشروبات الرياضية دون الحاجة الفعلية إليها قد يؤدي إلى اختلال توازن الأملاح في الجسم، خاصة عند الأشخاص الذين لا يعانون من فقدان كبير للسوائل، لذلك ينصح الخبراء بتناولها فقط عند ممارسة التمارين التي تستمر لفترة طويلة أو في الأجواء الحارة التي تؤدي إلى التعرق الشديد.

ما هي البدائل الصحية للمشروبات الرياضية ومشروبات الطاقة؟

بدلًا من الاعتماد على المشروبات المعبأة، يمكن اللجوء إلى بدائل طبيعية أكثر صحة وأمانًا، فمثلاً يمكن شرب الماء لتعويض السوائل المفقودة أثناء التمارين العادية، كما يمكن تحضير مشروبات طبيعية غنية بالإلكتروليتات مثل ماء جوز الهند الذي يحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم والمغنيسيوم.

أما بالنسبة للأشخاص الذين يحتاجون إلى تعزيز مستويات الطاقة والتركيز، فيمكنهم استبدال مشروبات الطاقة بالشاي الأخضر أو القهوة الطبيعية، حيث يحتويان على الكافيين بجرعات معتدلة دون المواد المضافة الموجودة في مشروبات الطاقة، كما أن تناول الفواكه مثل الموز والتفاح يمكن أن يكون مصدرًا طبيعيًا للطاقة دون أي آثار جانبية سلبية.

أيهما أفضل لصحتك؟

عند المقارنة بين المشروبات الرياضية ومشروبات الطاقة، يتضح أن المشروبات الرياضية أقل ضررًا لأنها لا تحتوي على الكافيين أو المنبهات الأخرى، لكنها قد تكون غير ضرورية للأشخاص الذين لا يمارسون تمارين مكثفة، في حين أن مشروبات الطاقة تشكل خطرًا صحيًا أكبر نظرًا لمحتواها العالي من الكافيين والسكر، مما يجعل استهلاكها المفرط مسببًا لمشاكل صحية خطيرة على المدى الطويل.

لذلك، فإن الاختيار الأفضل يعتمد على احتياجاتك الشخصية ومستوى نشاطك البدني، فإذا كنت تمارس تمارين رياضية مكثفة فقد يكون تناول المشروبات الرياضية مناسبًا في بعض الأحيان، أما إذا كنت تبحث عن زيادة في الطاقة والتركيز فمن الأفضل الاعتماد على مصادر طبيعية مثل القهوة أو الشاي الأخضر بدلاً من مشروبات الطاقة التي قد يكون تأثيرها مؤقتًا لكنها تسبب آثارًا سلبية على الصحة.

تم نسخ الرابط