صلاة الضحى في رمضان.. فضلها وأجرها والملائكة تشهدها بهذا التوقيت المبارك

لا شك أن فضل صلاة الضحى يتضاعف في شهر رمضان، حيث إنها من السنن العظيمة التي حرص عليها النبي –صلى الله عليه وسلم– وأوصى بها المسلمين، فهي إحدى الوصايا الثلاث التي كان يوصي بها أصحابه، لما فيها من أجر عظيم وثواب كبير، حيث تعد من النوافل التي واظب عليها النبي –صلى الله عليه وسلم– ودعا الصحابة –رضوان الله عليهم– للمحافظة عليها، ومع ذلك قد يجهل الكثيرون بعض التفاصيل المهمة عنها، مثل فضلها، وأفضل وقت لأدائها، وما يُقرأ فيها، وثوابها في الدنيا والآخرة.

ما هي صلاة الضحى؟

تعد صلاة الضحى من الصلوات النافلة التي يؤديها المسلم بعد شروق الشمس وارتفاعها مقدار رمح، ويطلق عليها أيضًا اسم “صلاة الشروق” إذا صليت في أول وقتها، أما إذا تأخرت قليلًا فهي صلاة الضحى، وتُعرف أيضًا باسم “صلاة الأوابين”، حيث يُقال إن الأوابين هم التوابون الذين يعودون إلى الله دائمًا.

وقد ثبت في الحديث الشريف أن النبي –صلى الله عليه وسلم– قال: “يصبح على كل سُلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضُّحى”، مما يدل على فضلها الكبير.

وقت صلاة الضحى في رمضان

يمتد وقت صلاة الضحى لساعات طويلة، حيث يبدأ بعد شروق الشمس بحوالي عشرين دقيقة، ويمتد حتى قبل أذان الظهر بأربع دقائق، ويُفضّل تأخيرها إلى وقت اشتداد حرارة الشمس، لما ثبت عن النبي –صلى الله عليه وسلم– أنه قال: “صلاة الأوابين حين ترمض الفصال”، أي عندما يشتد حر الشمس على صغار الإبل.

وقد أشار الفقهاء إلى أن أفضل وقت لصلاة الضحى يكون عندما ترتفع الشمس في السماء ويشتد ضوؤها، وهو ما يعادل مرور ربع النهار تقريبًا، وهذا هو الوقت الذي يحصل فيه المسلم على أعظم الأجر والثواب.

عدد ركعات صلاة الضحى

يختلف عدد ركعات صلاة الضحى حسب اجتهاد المصلي، فأقلها ركعتان، وأوسطها أربع ركعات، وأفضلها ثماني ركعات، وأكثرها اثنتا عشرة ركعة، كما ورد عن النبي –صلى الله عليه وسلم– أنه كان يصليها ثماني ركعات يوم فتح مكة، ويمكن للمسلم أن يزيد على ذلك طالما أنه يؤديها مثنى مثنى.

وقد ثبت في الحديث الشريف أن النبي –صلى الله عليه وسلم– قال: “من صلى الضحى اثنتي عشرة ركعة بنى الله له قصرًا من ذهب في الجنة”، مما يدل على عظيم فضلها وأثرها في حياة المسلم.

ماذا يُقرأ في صلاة الضحى؟

يمكن للمصلي أن يقرأ في صلاة الضحى ما يشاء من القرآن الكريم، ولكن يستحب قراءة سورة “الشمس” أو سورة “الضحى”، مع الفاتحة في كل ركعة، وقد ثبت أن النبي –صلى الله عليه وسلم– كان يصليها بركعتين أو أربع أو أكثر، مع قراءة الفاتحة وما تيسر من القرآن الكريم.

كما ينبغي أن يؤديها المصلي سرًا، لأنها من صلوات النهار، ويمكن أن تُصلى جماعة، لكن لا ينبغي المداومة على ذلك، لأنها في الأصل صلاة فردية.

فضل صلاة الضحى وثوابها العظيم

تحمل صلاة الضحى العديد من الفضائل العظيمة التي تجعل المسلم حريصًا على أدائها بانتظام، ومن هذه الفضائل:

1.ثوابها يعادل أجر الحج والعمرة: فقد ورد عن النبي –صلى الله عليه وسلم– أنه قال: “من صلى الغداة في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة”.

2.صدقة عن مفاصل الجسم: حيث ورد أن عدد مفاصل الإنسان يبلغ 360 مفصلًا، وكل مفصل يحتاج إلى صدقة يومية، وتكفي ركعتا الضحى للقيام بذلك.

3.جلب الرزق والبركة: فقد ورد أن من يصلي الضحى يكفيه الله همّه طوال النهار، كما جاء في الحديث القدسي: “ابن آدم، اركع لي أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره”.

4.تقرب العبد إلى الله: حيث تزيد من محبة الله للعبد، فقد جاء في الحديث القدسي: “ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه”.

5.صلاة الأوابين: تُسمى صلاة الضحى بصلاة الأوابين، أي التوابين الذين يرجعون إلى الله، مما يدل على أنها من الصلوات التي تطهر القلب وتزيد من قرب العبد من ربه.

6.سبب لمغفرة الذنوب: فقد ورد أن من يصليها بانتظام يُكتب من التوابين الذين يتوبون إلى الله بصدق.

7.تحقيق الطمأنينة والسكينة: فهي تمنح المصلي راحة نفسية وطمأنينة، خاصة إذا أداها في وقتها بخشوع وخضوع لله.

كيفية أداء صلاة الضحى بالتفصيل؟

تصلى صلاة الضحى كغيرها من النوافل، مثنى مثنى، أي ركعتين ركعتين، كما ورد عن النبي –صلى الله عليه وسلم– أنه قال: “صلاة الليل والنهار مثنى مثنى”، فيصلي المسلم ركعتين ثم يسلم، ويجوز له أن يزيد حسب قدرته ورغبته، مع الحرص على عدم التقليل عن ركعتين.

ويُفضل أن يبدأ المصلي بالصلاة بركعتين ثم يزيد وفق ما يطيق، ويمكن أداؤها في المنزل أو المسجد، لكن الأفضل أن تكون في مكان هادئ بعيد عن الانشغال بأمور الدنيا.

صلاة الضحى من النوافل العظيمة التي تضاعف الأجر في رمضان، فهي فرصة للمسلم لينال ثواب الحج والعمرة، ويجبر بها نقص الفرائض، ويجلب بها الرزق والبركة، ويحصل بها على حب الله ورضاه، لذلك ينبغي الحرص على أدائها بانتظام، خاصة في الأوقات التي وردت فيها أحاديث تؤكد فضلها العظيم.

وفى شهر رمضان الكريم، يجب أن يكون أداء صلاة الضحى عادة يومية للمسلم، فهي من الصلوات التي تمنح القلب السكينة، وتزيد من حسنات العبد، وتجعله قريبًا من الله، فاحرص على أدائها واستثمر وقتك في العبادة والطاعة، فشهر رمضان هو شهر الطاعات والبركات، وأفضل وقت للمواظبة على السنن والنوافل.