مخاطر الإكثار من فيتامين د على الصحة

يعد فيتامين د هو من الفيتامينات الأساسية التي يحتاجها الجسم للحفاظ على صحة العظام والأسنان ودعم الجهاز المناعي، ويعتبر مصدره الرئيسي الشمس، حيث يمكن للجسم إنتاجه عند تعرض الجلد لأشعة الشمس، بالإضافة إلى أنه يوجد في بعض الأطعمة مثل الأسماك الدهنية والبيض ومنتجات الألبان المدعمة.

لكن في السنوات الأخيرة أصبح الإقبال على تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين د أمرًا شائعًا بين الكثير من الأشخاص، خاصة في المناطق التي تشهد قلة في أشعة الشمس، مما جعل البعض يتناول كميات كبيرة من هذه المكملات بغرض تعزيز صحته، إلا أن الإكثار من فيتامين د قد يؤدي إلى آثار صحية سلبية، لذلك من المهم معرفة المخاطر المرتبطة بالإفراط في تناوله.

الدور الحيوي لهذا الفيتامين

عند الحديث عن مخاطر الإكثار من فيتامين د يجب أولاً فهم الدور الحيوي لهذا الفيتامين في الجسم، فهو يساعد على امتصاص الكالسيوم والفوسفور من الأمعاء، وهما عنصران أساسيان لصحة العظام والأسنان، كما أنه يعزز من وظائف الجهاز المناعي، ويساهم في تنظيم المزاج، ومع ذلك على الرغم من أهمية فيتامين د للجسم، إلا أن تناول كميات مفرطة منه قد يكون له تأثيرات سلبية على الصحة، ويُعرف هذا بفرط فيتامين د أو التسمم بفيتامين د.

تراكم الكالسيوم في الدم

أحد أبرز المخاطر الناتجة عن الإكثار من فيتامين د هو تراكم الكالسيوم في الدم، وهو ما يعرف بالحالة الطبية المعروفة باسم “فرط كالسيوم الدم”، حيث يؤدي ارتفاع مستوى الكالسيوم في الدم إلى مشاكل صحية خطيرة تشمل الغثيان والقيء وفقدان الشهية، وكذلك ضعف العضلات، وقد يعاني الشخص من اضطرابات في ضربات القلب، مما قد يؤدي إلى مضاعفات قلبية في الحالات الشديدة، بل وقد يكون مهددًا للحياة في بعض الحالات.

علاوة على ذلك، فإن الإكثار من فيتامين د يمكن أن يؤدي إلى تكون حصوات الكلى، وهي عبارة عن ترسبات صلبة تتشكل داخل الكلى نتيجة لزيادة مستويات الكالسيوم في الجسم، مما يزيد من احتمالية حدوث التهابات شديدة وألم شديد في منطقة الكلى، وفي الحالات المتقدمة قد يتطلب الأمر تدخلًا جراحيًا لإزالة الحصوات، كما أن فرط فيتامين د قد يؤدي إلى تدهور وظائف الكلى، وهو ما يشكل تهديدًا على صحة الجهاز البولي.

مخاطر الإفراط في فيتامين د

من المخاطر الأخرى التي قد تحدث بسبب الإفراط في فيتامين د هو التأثيرات السلبية على الأنسجة الرخوة مثل الأوعية الدموية والأنسجة القلبية، حيث أن زيادة مستويات الكالسيوم قد تؤدي إلى تراكمه في الأنسجة الرخوة، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك تصلب الشرايين، وهو ما قد يساهم في حدوث جلطات دموية أو مشاكل في تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية، مما يؤثر سلبًا على صحة القلب.

كما أن فرط فيتامين د قد يؤدي إلى اضطرابات في التوازن الهرموني داخل الجسم، بما في ذلك تأثيره على مستوى الهرمونات المسؤولة عن تنظيم مستويات الكالسيوم في الدم، مما يؤدي إلى اختلالات في مستوى الكالسيوم والفوسفور، وقد يتسبب هذا في حدوث مشاكل في العظام، مثل هشاشة العظام أو ضعف العظام بشكل عام.

تجدر الإشارة إلى أن الجسم عادة ما يحصل على كميات كافية من فيتامين د من خلال التعرض المعتدل لأشعة الشمس، بالإضافة إلى تناول الأطعمة الغنية به، مما يعني أن الأشخاص الذين يتناولون المكملات الغذائية بشكل مفرط دون استشارة طبية قد يتعرضون لمخاطر صحية كبيرة، ولذلك ينبغي على الأفراد أن يكونوا حذرين في تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين د، وعدم تجاوز الجرعات الموصى بها.

وتجدر الإشارة إلى أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن تناول فيتامين د بجرعات معتدلة يمكن أن يكون مفيدًا للصحة العامة، لكن التسمم بفيتامين د يعد أمرًا نادرًا عند اتباع الجرعات الموصى بها، حيث يجب أن يتم تناول المكملات تحت إشراف طبي دقيق، حيث أن الجرعة اليومية الموصى بها للبالغين تتراوح عادة بين 600 إلى 800 وحدة دولية يوميًا، ويجب أن تكون الجرعة أعلى فقط إذا كانت هناك حاجة طبية لذلك، وعندها ينبغي أن يتم تحت إشراف الطبيب المختص.

من الضروري أن يفهم الأفراد المخاطر المرتبطة بالإفراط في تناول فيتامين د، حيث أن له فوائد كبيرة إذا تم تناوله بشكل معتدل وفي الحدود الموصى بها، ولكن يجب تجنب تجاوز الجرعات المقررة للحفاظ على الصحة والوقاية من المخاطر المحتملة مثل فرط كالسيوم الدم، تكون حصوات الكلى، واضطرابات القلب والأوعية الدموية، ولذلك ينبغي على الأفراد أن يكونوا حذرين عند تناول المكملات الغذائية وأن يستشيروا الأطباء قبل البدء في استخدامها لضمان صحة أفضل وتفادي الآثار السلبية.