أعراض الحمى القرمزية عند الأطفال وأفضل طرق الوقاية منها
![الحمى القرمزية](/UploadCache/libfiles/3/9/800x450o/1.jpeg)
تعد الحمى القرمزية من الأمراض المعدية التي تصيب الأطفال بشكل رئيسي، وهي ناتجة عن العدوى ببكتيريا المكورات العقدية من المجموعة A، هذه البكتيريا هي نفسها التي تسبب التهاب الحلق العقدي، ولكن في بعض الحالات، تقوم بإنتاج سموم تؤدي إلى ظهور طفح جلدي مميز بلون أحمر يشبه لون القرمز، مما يعطي المرض اسمه.
وعلى الرغم من أن الحمى القرمزية كانت تعتبر مرضًا خطيرًا في الماضي، إلا أن التطورات الطبية والمضادات الحيوية جعلت علاجها أكثر سهولة وفاعلية، ومع ذلك، فإن التشخيص المبكر واتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة يظلان عاملين أساسيين في حماية الأطفال من مضاعفاتها.
أعراض الحمى القرمزية عند الأطفال
تبدأ أعراض الحمى القرمزية عادة بعد يوم إلى أربعة أيام من الإصابة بالبكتيريا، وتشمل الأعراض الأولية ارتفاعًا مفاجئًا في درجة حرارة الجسم، حيث يعاني الطفل من حمى تتراوح بين متوسطة إلى شديدة، وقد يصاحبها قشعريرة وإحساس عام بالتعب والإرهاق، كما أن التهاب الحلق هو أحد الأعراض الأساسية للمرض، حيث يشعر الطفل بألم شديد عند البلع، مع احمرار وانتفاخ في الحلق واللوزتين، وفي بعض الحالات، قد تظهر بقع بيضاء أو صديد على اللوزتين.
![](/Upload/libfiles/3/8/999.jpeg)
بعد ظهور الأعراض الأولية بوقت قصير، يبدأ الطفح الجلدي في الظهور، ويعد هذا الطفح من العلامات المميزة للحمى القرمزية، يبدأ عادة في منطقة الرقبة والصدر، ثم ينتشر إلى باقي أجزاء الجسم، يكون لون الطفح أحمر مشرقًا ويشبه ملمسه ورق الصنفرة، كما أنه يزداد وضوحًا في ثنايا الجلد مثل تحت الإبطين وبين الفخذين، ويستمر لمدة تصل إلى أسبوع، وبعد اختفائه، قد يبدأ الجلد في التقشر، خاصة في مناطق اليدين والقدمين.
هناك أيضًا بعض الأعراض الأخرى التي قد تصاحب الحمى القرمزية، مثل احمرار اللسان وانتفاخه، وهو ما يعرف بلسان الفراولة، حيث يصبح لسان الطفل مغطى بطبقة بيضاء في البداية، ثم يتحول إلى اللون الأحمر الفاتح مع بروز الحليمات الصغيرة، كما قد يعاني الطفل من غثيان أو قيء، وآلام في البطن، بالإضافة إلى صداع وألم في العضلات والمفاصل.
كيف تنتقل الحمى القرمزية بين الأطفال؟
تنتقل الحمى القرمزية من طفل إلى آخر عن طريق الرذاذ المتطاير من الفم والأنف أثناء السعال أو العطس، كما يمكن أن تنتقل من خلال لمس الأسطح الملوثة بالبكتيريا، مثل الألعاب أو الأدوات المشتركة، ثم وضع اليدين على الفم أو الأنف، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تحدث العدوى من خلال مشاركة الأطعمة أو المشروبات مع شخص مصاب، ولهذا السبب، فإن الأطفال في المدارس والحضانات هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض بسبب الاختلاط المستمر بينهم.
طرق الوقاية من الحمى القرمزية
الوقاية من الحمى القرمزية تعتمد بشكل أساسي على تقليل فرص انتقال العدوى والالتزام بعادات النظافة الشخصية، ومن أهم الطرق التي تساعد في الوقاية، تعليم الأطفال غسل أيديهم بانتظام بالماء والصابون، خاصة بعد العطس أو السعال، وقبل تناول الطعام، كما يجب تعليمهم تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس باستخدام منديل ورقي، أو استخدام الذراع عند عدم توفر المنديل لتجنب انتشار الرذاذ الملوث.
من المهم أيضًا تعقيم الألعاب والأسطح التي يتم لمسها بشكل متكرر، خاصة في الأماكن التي يوجد بها تجمعات للأطفال، مثل المدارس ودور الحضانة، كما يجب تجنب مشاركة الأدوات الشخصية مثل الأكواب والملاعق والمناشف بين الأطفال، حيث يمكن أن تكون وسيلة لانتقال البكتيريا.
في حال إصابة أحد الأطفال بالحمى القرمزية، يجب عزله عن باقي الأطفال وعدم إرساله إلى المدرسة حتى مرور 24 ساعة على الأقل بعد بدء العلاج بالمضادات الحيوية، حيث يقلل ذلك من خطر انتقال العدوى، كما يُفضل تهوية المنزل بشكل جيد والحفاظ على نظافته لمنع انتشار البكتيريا.
![](https://www.elqareanews.com/Upload/libfiles/3/9/0.jpeg)
علاج الحمى القرمزية وأهمية التشخيص المبكر
عند ملاحظة أي من الأعراض المرتبطة بالحمى القرمزية، من الضروري التوجه إلى الطبيب لتشخيص الحالة وبدء العلاج في أسرع وقت ممكن، يعتمد التشخيص على الفحص السريري للطفل، حيث يقوم الطبيب بفحص الحلق واللسان والطفح الجلدي، وفي بعض الحالات، قد يطلب الطبيب إجراء اختبار مسحة الحلق للتأكد من وجود البكتيريا العقدية.
يعتمد علاج الحمى القرمزية على استخدام المضادات الحيوية، حيث تُعتبر البنسلينات أو المضادات الحيوية من فئة الأموكسيسيلين هي الخيار الأول للعلاج، ويجب الالتزام بالجرعة الكاملة التي يحددها الطبيب حتى لو تحسنت الأعراض في وقت مبكر، وذلك لضمان القضاء التام على البكتيريا ومنع حدوث مضاعفات مثل الحمى الروماتيزمية أو التهابات الكلى.
إلى جانب المضادات الحيوية، يمكن استخدام العلاجات المنزلية لتخفيف الأعراض، مثل إعطاء الطفل السوائل الدافئة مثل الشاي بالعسل أو الحساء للمساعدة في تهدئة التهاب الحلق، كما يمكن استخدام المسكنات الآمنة للأطفال، مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين، لتخفيف الحمى وآلام الجسم، ويُفضل أن يحصل الطفل على قسط كافٍ من الراحة لدعم جهاز المناعة في محاربة العدوى،
مضاعفات الحمى القرمزية المحتملة
على الرغم من أن الحمى القرمزية لم تعد خطيرة كما كانت في الماضي، إلا أن عدم علاجها بشكل صحيح قد يؤدي إلى بعض المضاعفات الخطيرة، حيث يمكن أن تؤدي البكتيريا العقدية إلى التهابات أخرى مثل التهاب الجيوب الأنفية أو التهاب الأذن الوسطى، كما قد تسبب التهابات في الكلى، مما يؤدي إلى تورم الوجه وارتفاع ضغط الدم.
إحدى المضاعفات النادرة ولكن الخطيرة هي الحمى الروماتيزمية، وهي حالة يمكن أن تؤثر على القلب والمفاصل والجهاز العصبي، مما قد يؤدي إلى تلف دائم في صمامات القلب، ولهذا السبب، فإن العلاج المبكر والالتزام بالمضادات الحيوية مهم جدًا لمنع تطور المرض إلى هذه المراحل المتقدمة.
تعد الحمى القرمزية من الأمراض التي يمكن السيطرة عليها بسهولة إذا تم تشخيصها مبكرًا وعلاجها بشكل صحيح، ومن خلال اتباع إجراءات الوقاية المناسبة مثل غسل اليدين بانتظام، وتجنب مشاركة الأدوات الشخصية، وعزل الأطفال المصابين حتى يتماثلوا للشفاء، يمكن تقليل انتشار المرض وحماية الأطفال من مضاعفاته.
كما أن استشارة الطبيب عند ظهور الأعراض واتخاذ العلاج المناسب يساعدان في تعافي الطفل بسرعة ودون أي مشكلات صحية مستقبلية، ومع تعزيز الوعي حول هذا المرض بين الأهل والمعلمين، يمكن توفير بيئة صحية آمنة للأطفال تمكنهم من النمو بصحة جيدة دون التعرض لمخاطر العدوى.