احذر هذه الأوقات تُكره فيها الصلاة ولماذا نُهي عنها؟

كشف الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر، عن الأوقات التي نهى النبي ﷺ عن أداء الصلاة فيها، موضحًا الحكمة من هذا النهي، حيث أشار إلى أن هذه الأوقات ترتبط بمواقيت تعبد الأمم السابقة للكواكب، وهو ما جاء الإسلام لمحوه من العقائد الفاسدة، كما أن بعض هذه الأوقات تكون فيها الشمس في مواضع محددة لا يُستحب فيها الصلاة.
الأوقات المنهي عن الصلاة فيها
أوضح الدكتور علي جمعة أن هناك ثلاثة أوقات نهى النبي ﷺ عن الصلاة فيها، وهي:
1.بعد صلاة الفجر حتى شروق الشمس
2.عند استواء الشمس في منتصف النهار حتى تزول
3.بعد صلاة العصر حتى غروب الشمس
وأشار إلى أن الحكمة من هذا النهي ترجع إلى منع التشبه بعبّاد الشمس والقمر والنجوم، حيث كانت بعض الأمم السابقة تعبد الشمس عند شروقها وعند غروبها وعند استوائها في منتصف السماء، فجاء الإسلام ليمنع أي تشابه بين أفعال المسلمين وعقائد المشركين.
خمسة أوقات تُكره فيها الصلاة
إلى جانب الأوقات الثلاثة المنهي عنها، هناك أيضًا خمسة أوقات تُكره فيها الصلاة كراهة تحريمية، وذلك باستثناء الصلوات التي لها سبب متقدم أو مقارن، مثل قضاء الفوائت أو صلاة الكسوف والاستسقاء، أما الصلاة التي لا سبب لها، كالنوافل المطلقة، فتُكره في هذه الأوقات.
الأوقات الخمسة التي تُكره فيها الصلاة
1.بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس: في هذه الفترة يكون الوقت مخصصًا لذكر الله والدعاء، أما الصلاة فتُنهى فيها حتى ترتفع الشمس عن الأفق.
2.عند طلوع الشمس حتى ترتفع قدر رمح: ويُقدر هذا الوقت بحوالي 15 إلى 20 دقيقة بعد الشروق، حيث كان بعض الوثنيين يعبدون الشمس في هذه اللحظة، فجاء الإسلام ليمنع أي تشابه بين عباداتهم وصلاة المسلمين.
3.عند استواء الشمس في كبد السماء حتى تزول: أي قبل أذان الظهر بقليل، حيث تكون الشمس في أعلى نقطة في السماء، وهو وقت يُكره فيه أداء الصلاة إلا يوم الجمعة، حيث تُستثنى هذه الكراهة.
4.بعد صلاة العصر حتى قبيل غروب الشمس: حيث يدخل اليوم في مرحلة الليل، وتُنهى الصلاة في هذه الفترة إلا للصلوات ذات الأسباب المشروعة.
5.عند الغروب حتى يختفي قرص الشمس بالكامل: وهو الوقت الذي تغرب فيه الشمس جزئيًا، لكنه لا يكون غروبًا تامًا، لذا تُكره الصلاة فيه حتى يتم الغروب تمامًا.
أوقات الكراهة وأهميتها في التشريع الإسلامي
تعني الأوقات المنهي عن الصلاة فيها الأزمنة التي ثبت فيها النهي الشرعي عن أداء الصلوات فيها، وذلك لمنع التشبه بعبّاد الشمس، وأيضًا لتحقيق التوازن في العبادة وعدم إهمال باقي الفرائض والواجبات الأخرى، حيث أن الإسلام لم يفرض على المسلم الانشغال بالصلاة طوال اليوم، بل جعل لها أوقاتًا محددة تؤدى فيها، حتى لا يطغى جانب على آخر في حياة المسلم.
الأوقات المنهي عن الصلاة فيها إجمالًا
من بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس.
قبل أذان الظهر بحوالي 10 دقائق حتى وقت الزوال.
من بعد صلاة العصر حتى أذان المغرب.
الأوقات المنهي عن الصلاة فيها تفصيلًا
بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس وترتفع قليلًا.
لحظة طلوع الشمس حتى ترتفع في السماء.
وقت استواء الشمس في كبد السماء قبل الظهر مباشرة.
بعد صلاة العصر حتى قبيل غروب الشمس.
لحظة غروب الشمس حتى يختفي قرصها تمامًا.
هل يجوز أداء أي صلاة في هذه الأوقات؟
أوضح الدكتور علي جمعة أن النهي عن الصلاة في هذه الأوقات يخص الصلوات التي لا سبب لها، مثل صلاة النافلة المطلقة، أما الصلوات التي لها سبب مشروع، مثل صلاة قضاء الفوائت، أو صلاة الجنازة، أو صلاة الاستخارة إذا ضاق وقتها، أو صلاة الطواف لمن كان يؤدي مناسك العمرة أو الحج، فلا تدخل ضمن هذا النهي، بل يجوز أداؤها في أي وقت.
وأكد أن هذه الأحكام جاءت لحكمة عظيمة، وهي حماية عقيدة التوحيد وتنظيم العبادات بطريقة لا تجعلها عبئًا على المسلم، وفي الوقت ذاته تمنع التشبه بعبادات غير المسلمين التي كانت قائمة على عبادة الكواكب والأجرام السماوية.
خلاصة الأحكام المتعلقة بأوقات النهي عن الصلاة
هناك ثلاثة أوقات منهي عن الصلاة فيها بشكل عام، وهي بعد الفجر حتى الشروق، وعند منتصف النهار حتى الزوال، وبعد العصر حتى الغروب.
توجد خمسة أوقات تُكره فيها الصلاة كراهة تحريمية، باستثناء الصلوات ذات الأسباب المشروعة.
الحكمة من النهي عن الصلاة في هذه الأوقات هي منع التشبه بعبادات غير المسلمين، خاصة عباد الشمس والكواكب.
يجوز أداء الصلوات التي لها أسباب، مثل الفوائت والجنازة والاستخارة والطواف، في أوقات النهي.
الكراهة في وقت استواء الشمس لا تشمل يوم الجمعة، حيث يجوز أداء الصلاة فيه دون حرج.
بهذا الفهم، يتبين أن تحديد أوقات النهي في الإسلام جاء لتنظيم العبادة وتحقيق المقاصد الشرعية، وهو ما يضمن أداء الصلاة في أوقاتها الصحيحة مع الحفاظ على العقيدة الإسلامية الصافية.